اليأس يسيطر على المنقبين عن الذهب في الكونغو الديمقراطية

الإثنين 27 كانون الأول , 2021 11:09 توقيت بيروت منــوّعــــات

الثبات ـ منوعات

يروي هاردي بيسيموا معاناته خلال العمل في منجم ذهب بجمهورية الكونغو الديمقراطية، قائلا «ندخل مثل الحيوانات، زاحفين على أيادينا وأرجلنا، وإذا تعبنا ننزلق على أردافنا».. في تعبير صارخ عن الوضع البائس الذي يعيشه، شأنه في ذلك شأن المئات من زملائه.

يعمل الشاب البالغ 22 عامًا في منجم بمدينة لوهيهي بمقاطعة كيفو الجنوبية بيديه العاريتين ومن دون أي نوع من وسائل الحماية، وبمصباح صغير مثبت على جبهته، وفق «فرانس برس».

منذ عامين، بدأت المنطقة تستقطب حفارين عندما اكتشف السكّان المحليون تلّة قالوا إن استخراج الذهب من أرضها متاح. ومنذ ذلك الحين، تقيم نحو 200 عائلة قرب المنجم، وتعيش في أكواخ خشبية مغطاة بقماش أزرق.

وباتت للحفارين الحرفيين صفة قانونية منذ ديسمبر 2018، وسُمح لهم بالتنقيب عن الذهب إذا كانوا ينتمون إلى تعاونية ويدفعون مستحقاتهم للدولة. إلا أن القانون نادرًا ما يُطبّق في لوهيهي، ولا وجود للشرطة في أي مكان. وفي غياب الدولة، تملي العدالة الشعبية قانونها.

ويشكو ديدييه سيزا، ممثل المجتمع المدني في لوهيهي، من أن «جميع اللصوص يُعدمون من دون محاكمة».

وخلال خمسة أشهر فقط، لقي سبعة من عمال المناجم مصرعهم في لوهيهي، من جراء نزاعات طائفية أو لاختناقهم تحت الأرض. ولا يزال الذهب بعيد المنال، كما هي الحال أيضًا بالنسبة إلى مكافآت عمال المناجم.

يقول بيسيموا وقد غطاه الغبار الأصفر الناجم عن التربة الطينية «لا نملك حتى ما نحصل به على الصابون للاغتسال». ووجد بيسيموا الذهب مرة واحدة فقط خلال سبعة أشهر. لكنّه يقول إنّه لا يفقد الأمل.

تحت الأرض
وتختزن أرض جمهورية الكونغو الديمقراطية ثروة كبيرة من المعادن، كالذهب أو الكولتان أو الكوبالت. ومع ذلك، تعيش الغالبية العظمى من السكان بمدخول دون 1.90 دولار في اليوم، وهو خط الفقر العالمي، وفق البنك الدولي.

ويعمل برتان موروا (19 عاما) الذي رسب في امتحان سنته المدرسية الأخيرة العام 2019 تحت الأرض من دون قناع ولا خوذة. وواظب موروا على الحفر أكثر من سنة قبل أن يتمكن من العثور على بعض الذهب. بحقيبته المليئة بما استخرجه من تحت الأرض، توجّه برتان إلى الكسارة، وهي آلة قديمة لتفتيت الحجارة.

وينشغل عامل آخر في قناة صغيرة للمياه بإزالة الشوائب عن إحدى القطع المسحوقة من دون أن يضع قفازات. وتُفصل حبيبات الرمل بدقة عن الجزيئات المعدنية المستخدمة للخطوة التالية. ثم تتم الغربلة في نوع من خزانات المياه الموحلة. ويسلّم الذهب الذي يُعثر عليه فورا إلى أصحاب الآبار لتسويقها في مكتب الشراء في بوكافو عاصمة مقاطعة كيفو الجنوبية.

وفي لوهيهي، يباع كيلوغرام الذهب في مقابل 450 دولارًا، أي أدنى بكثير من السعر العالمي للمعدن الثمين، وليس واضحًا كم يكسب الحفارون أنفسهم من هذا المبلغ لقاء الغرامات القليلة التي يعثرون عليها.

لا ذهب كافيا
أما سكان المنطقة، فيشكون أن الحفريات والمناجم التي أقيمت لم تعد عليهم بأية منافع.

ويقول سيزا آسفا إن كل البنية التحتية في المنطقة من طرق وجسور تضررت، مضيفًا أن «عمال المناجم الحرفيون لا يشاركون في عملية إعادة تأهيلها لأنهم غير منظمين في تعاونيات».

أما سيفا نشوبولي المقيمة في المدينة، فتقول «لم يعد في هذا المقلع ذهبٌ كافٍ. وإذا وجد العمال البعض منه، فلن يفيدنا ذلك على الإطلاق لأنّ الحفارين يعيدون كل إنتاجهم إلى بوكافو. ونحن سكان المدينة، لا نستفيد من أي شيء على الإطلاق».

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل