الثبات ـ عربي
أبرزت أوساط دبلوماسية تعزيز ولي العهد محمد بن سلمان سلطاته في السعودية في ظل تغييب والده الملك سلمان عن المشهد كليا في الأشهر الأخيرة.
وأبرزت تلك الأوساط أن غياب الملك سلمان يشير لمنح نجله محمد المزيد من المسؤوليات في الحكم، وأن عملية انتقال الحكم من الأب إلى الابن قد حدثت بالفعل لكن من دون إعلان رسمي.
ولوحظ بشدة مؤخرا أن الملك سلمان لم يحضر القمة الخليجية التي انعقدت في الرياض ولم يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فيما أخر لقاء له مع مسؤول غربي كان مع وزير خارجية المملكة المتحدة السابق، دومينيك راب، قبل خمسة أشهر.
من جهتها علقت صحيفة Guardian البريطانية أن الملك سلمان ليس مفقوداً في العمل فقط، وإنما قد يكون عاطلاً عن العمل، وابنه يمهد الطريق لتتويج نفسه ملكاً، بعد أن عزز سلطته بالقضاء على خصومه السياسيين داخل العائلة الحاكمة.
وجاء في تقرير للصحفية: بدا محمد بن سلمان، مبتهجا مع وصول الحكام العرب إلى الرياض يوم الثلاثاء، وكأنه رجل مسؤول.
وفيما كانت سلسلة من الطائرات تنزع رؤساء الدول لحضور قمة إقليمية، كان ولي العهد السعودي هناك لاستقبالهم – حيث وقف إلى جانب والده في حدث كبير آخر.
ولكن مع وصول قادة الكويت والإمارات وقطر وعمان والبحرين على سجادة أرجوانية إلى قاعة الاستقبال، كان غياب الملك يلوح في الأفق. ولو ظهر الملك المريض مرة أخرى في العلن لكان التجمع مرة كل خمس سنوات تحت رعايته هو الزمان والمكان.
بالنسبة للشخصيات الإقليمية، كان فشل الملك سلمان في تولي دوره مؤشرا على شيء أكثر أهمية من أن يكون وريث العرش موهوبا بمسؤوليات أكثر.
كان الملك المفقود مهما لدرجة أن المراقبين في المملكة العربية السعودية يقولون إن التحول الأسري من الأب إلى الابن قد حدث بالفعل – لجميع النوايا والأغراض.
وعلى مدى الأشهر العشرين الماضية، ظهر الملك سلمان مرة واحدة فقط وبقي طوال فترة وباء كورونا في مدينة نيوم القديمة الجديدة – المشروع الأليف للرجل الذي سيتولى عرشه رسميا في يوم من الأيام.
وكانت زيارته الأخيرة الوحيدة إلى مقر السلطة السعودية، الرياض، في آب/أغسطس 2020 لإجراء عملية ناجحة للمرارة.
وكان آخر لقاء له مع مسؤول غربي مع وزير الخارجية البريطاني السابق دومينيك راب قبل خمسة أشهر. عندما التقى إيمانويل ماكرون بمحمد بن سلمان في جدة مؤخرا، لم يكن الملك مرة أخرى في أي مكان يمكن رؤيته.