الثبات ـ عربي
أطلقت قوات الأمن السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق آلاف المتظاهرين الذين يطالبون بتسليم الحكم لسلطة مدنية.
وأفادت وكالة فرانس برس بأن قوات الأمن أطلقت الغاز على المحتجين بالقرب من القصر الرئاسي في الخرطوم.
وتأتي احتجاجات الثلاثاء بعد أكثر من شهر على الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان في الخامس والعشرين من تشرين الأول عندما حل كل مؤسسات السلطة الانتقالية وأطاح بشركائه المدنيين الذين كان يتقاسم معهم السلطة بموجب اتفاق أبرم عام 2019 عقب إطاحة عمر البشير.
ومنذ ذلك الحين، تشهد شوارع العاصمة وبعض الولايات احتجاجات مستمرة تطالب بالحكم المدني.
وفي السياق، أعلنت لجنة أطباء السودان، ارتفاع حصيلة قتلى احتجاجات السودان منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم إلى 43، إثر وفاة أحد متظاهري الخميس الماضي متأثرا بجراحه.
وذكرت اللجنة “ارتقت قبل قليل روح الشهيد نور الله حمد البشير 21 سنة، متأثرا بإصابته في مليونية 25 نوفمبر/ تشرين الثاني (الخميس الماضي)”.
وأضافت أن وفاة المتظاهر جاءت “بعد تعرضه لضرب مبرح في الرأس بالهراوات من قبل قوات الانقلاب أدى إلى حدوث نزيف دماغي”.
وتزامنا مع قرارات البرهان الشهر الماضي، تم اعتقال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك والعديد من أعضاء حكومته والسياسيين، إلا أن حمدوك عاد إلى السلطة بموجب اتفاق سياسي أُبرم في الحادي والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر لم يرض الجميع ووصفه البعض بـ”الخيانة”.
وبعد الاتفاق تم الإفراج عن بعض الوزراء والسياسيين الموقوفين وتم تحديد الانتخابات في 2023، وبدا أن البرهان استجاب لمطالب المجتمع الدولي مع احتفاظه بالهيمنة في ذات الوقت على سلطات المرحلة الانتقالية.
والسبت، أعلن حمدوك إقالة قائد الشرطة ومساعده بعد مقتل 42 شخصا في قمع التظاهرات المعارضة لانقلاب الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر.
ورغم أن الشرطة نفت قيامها بإطلاق النار على المتظاهرين إلا أن نقابات أطباء اتهمت قوات الأمن بأنها “استهدفت رؤوس وأعناق وصدور” المتظاهرين بالرصاص الحي والمطاطي كما أطلقت الغاز المسيل للدموع عليهم.