الثبات ـ عربي
أكد وزير الخارجية والمغتربين السوري الدكتور فيصل المقداد أن الإنجازات التي حققتها سورية في الحرب على الإرهاب والتضحيات التي قدمها شعبها من أجل الحفاظ على سيادة بلده وقوته ووحدة أراضيه هي السبب في تغيير الأجواء السياسية الدولية تجاهها.
وشدد المقداد في مقابلة مع قناتي السورية والإخبارية ليلة الجمعة على أن سورية مصممة على القضاء على الإرهاب في جميع أراضيها ولن تتخلى عن أي جزء من أراضيها وعلى قوات الاحتلال الأميركية والتركية الانسحاب من الأراضي التي تحتلها لافتاً إلى أن الهدف الأساسي من العدوان على سورية هو تغيير الواقع السياسي لكن سورية أفشلت المخططات التي أعدت لها.
وأوضح المقداد أنه بعد الإنجازات التي حققها الجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب خلال السنوات العشر الماضية كان لا بد من متابعة العمل على محاور عدة أولها التأكيد على أن الحرب على الإرهاب مستمرة، أما المحور الثاني فهو المعاناة التي يمر بها الشعب السوري نتيجة الحصار الاقتصادي والإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة وأوروبا الغربية لإفقاره والتي يتحمل الشعب السوري نتائجها الكارثية.
وبين المقداد أن تغير المواقف الدولية تجاه سورية جاء بعد أن انتصرت سورية في الحرب التي شنت عليها بفضل جيشها وقائدها وشعبها المقاوم من أجل الحفاظ على سيادة بلده وقوته ووحدة أراضيه.
وأوضح المقداد أن اللقاءات التي أجراها وفد الجمهورية العربية السورية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها السادسة والسبعين تركزت على الحرب التي تخوضها سورية ضد الإرهاب نيابة عن العالم أجمع والإنجازات التي تحققت طيلة السنوات العشر الماضية فتأكد الآخرون أنه لا مجال أمامهم إلا التحاور والجلوس مع ممثلي الجمهورية العربية السورية لإعادة المياه إلى مجاريها.
وبشأن موافقة سورية على تمرير الغاز المصري عبر أراضيها إلى لبنان قال المقداد: عندما اتخذنا قرارنا بإيصال الغاز والكهرباء عبر سورية لأشقائنا في لبنان فإن هذا القرار جاء لأننا نؤمن بأن الغاز المصري يجب أن يصل إلى لبنان بهدف إنقاذ الوضع في بلد شقيق يعاني مصاعب اقتصادية كبيرة كما أن موقفنا القومي تجاه الشعب اللبناني الشقيق كان الحافز الأساسي لكي ندعم لبنان الذي يعاني من هذه المشكلات وبأقصى سرعة لذلك نحن لم نناقش قضايا تفصيلية وعندما اجتمعنا مع أشقائنا اللبنانيين كان الهاجس الأساسي كيف يمكن أن نوصل الغاز المصري إلى لبنان ونسرع وصول الكهرباء الأردنية إليه عبر سورية وكيف يمكن أن نخفف من معاناة الشعب اللبناني.
وحول فتح معبر نصيب مع الأردن أوضح المقداد أن الكثير من العرب لا يؤمنون بالحصار الظالم المفروض على الشعب السوري ومن خلال اللقاءات مع الأشقاء في الأردن نأمل بفتح أفق جديد يساعد البلدين الشقيقين بتحسين الأوضاع الاقتصادية فيهما وتحسين استقرار الأوضاع في المنطقة مبيناً أن بعض الدول العربية عبر عن رغبة في إعادة التعاون والعمل العربي العربي إلى ما كان عليه أما الدول العربية الأخرى التي لم تلتحق بالركب حتى الآن فنحن نأمل ونتوقع أن تنفتح ليس على سورية فقط بل على بعضها.. وسورية كجزء من هذه الأمة مصممة على إعادة هذا التعاون إلى ما يجب أن يكون عليه وليس في حدوده الدنيا فطموحنا الآن أن نحققه في حدوده العليا لأن كل الدول العربية ستستفيد من هذا الانفتاح.
وأكد وزير الخارجية والمغتربين أن اتفاق التسوية الذي طرحته الدولة في محافظة درعا كان بهدف عدم إراقة قطرة دم واحدة فيها مبيناً أن أهلنا في درعا يعودون الآن إلى متابعة حياتهم الطبيعية دون إرهاب واغتيالات وقتل من قبل مسلحين تقف خلفهم قوى كانت تعمل لقتل السوريين وتفتيت وحدة أرضهم وشعبهم.. وما تحقق في درعا إنجاز كبير.
وبشأن الوضع في إدلب شدد المقداد على أنها محافظة سورية والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة مع وحدة الدولة والأراضي السورية وينبغي على قوات الاحتلال التركي أن تخرج من الأراضي التي تحتلها لإعادة الامن والاستقرار إلى هذه المنطقة وإذا كانت النوايا التركية هي استعمار وتتريك من نوع جديد في هذه المناطق فنقول للنظام التركي إن هذا وهم لأن سورية لن تقبل بخسارة ميليمتر واحد من أراضيها.
وأكد المقداد على أن سورية لن تتخلى عن أي جزء من أراضيها وعلى قوات الاحتلال الأميركية والتركية الانسحاب من الأراضي السورية التي تحتلها، وعلى ميليشيا “قسد” التي استنفرت القوى الغربية الحاقدة والقوى المتصهينة داخل الولايات المتحدة ضد بلدهم سورية أن تدرك أن المستقبل لسورية وأن تتراجع عن عمالتها للأجنبي.
ولفت المقداد إلى أن سورية انضمت طوعاً في عام 2013 إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وأوفت بالتزاماتها الناشئة عن انضمامها لاتفاقية الحظر ودمرت كامل مخزونها منذ العام 2014 وقدمت كل الوثائق اللازمة بهذا الشأن ورغم ذلك واصلت الولايات المتحدة والدول الغربية توجيه اتهامات لا أساس لها حول استخدام سورية أسلحة كيميائية رغم أننا أبلغنا الأمم المتحدة ومجلس الأمن بأن المجموعات الإرهابية استخدمت أسلحة كيميائية في جنوب حلب وقدمنا كل المعلومات اللازمة لكن الأمم المتحدة لم تقم بالتحقيق في ذلك حتى هذه اللحظة.
وقال المقداد: كل تقارير الأمم المتحدة حول استخدام سورية أسلحة كيميائية كاذبة والهدف منها الضغط على سورية التي تدين استخدام السلاح الكيميائي في أي مكان وفي أي زمان وتحت أي ظروف.. وسورية عندما تقول كلمتها فهي صادقة بكل ما تقوله.
وبين المقداد أن سبب تأخير عقد الجولة السادسة للجنة مناقشة الدستور في جنيف هو بعض المسؤولين عن هذه العملية في الأمم المتحدة وبعض المعنيين بهذه العملية في الأطراف الداعمة لوفد الأطراف الأخرى وليس الوفد الوطني السوري لافتاً إلى أنه بعد نقاشات تم التوافق على إجراء الجولة في الثامن عشر من الشهر الجاري وبطبيعة الحال هناك مجموعة أفكار سيقدمها الوفد الوطني للمناقشة ونحن واثقون بأن الوفد سيمارس دوره الوطني المعروف في الدفاع عن مصالح الشعب السوري وعن دور سورية في المنطقة والعالم.
ورداً على سؤال حول عودة سورية إلى الجامعة العربية قال المقداد: سورية يجب ألا تكون خارج الصف العربي.. القرار اتخذ دون إجماع عربي وهنالك دول عربية كثيرة التقينا بها تقول إن المكان الطبيعي لسورية هو في صفها العربي.. نحن لم نخرج سورية من الجامعة وهنالك ظروف قادت البعض لاتخاذ مثل هذا القرار غير المناسب.. وأعتقد أن من اتخذ القرار يجب أن يتخذ القرار الآخر لأننا نقول دائماً إن سورية هي قلب العروبة النابض وإذا كانت الجامعة دون قلبها النابض فما هي هذه الجامعة.. نحن نأمل أن يتم تعزيز العمل القومي العربي في مختلف المجالات فالتحديات التي ستواجه أمتنا خلال الأشهر والسنوات القليلة القادمة تتعلق بنا جميعاً ولا يمكن أن يخرج أي بلد عربي من هذا الإطار عبر أي وسيلة إلا إذا كان في نطاق عربي نستطيع من خلاله حماية بعضنا البعض من التهديدات الإرهابية والاقتصادية والتهديدات العسكرية الخارجية ومن هيمنة “إسرائيل” على هذه المنطقة ووجوب العودة إلى موقف عربي موحد يساعدنا جميعاً على وضع هذه الأزمات خلفنا وضرورة إيجاد حل لقضية العرب المركزية وهي القضية الفلسطينية.
مرتاحون للتطورات الأخيرة والاتصالات التي جرت بين سورية وبعض الدول العربية
وأضاف المقداد: رغم كل هذا الواقع المرير فإننا مرتاحون للتطورات الأخيرة والاتصالات التي جرت بين سورية وبعض الدول العربية والتي نأمل تعميقها خلال الأيام والأسابيع القادمة لكي تشمل معظم أن لم نقل جميع الدول العربية وبعد ذلك ننطلق إلى أفق أوسع وهو عودة سورية كما كانت قوية دائماً لكي تمارس دورها الأساسي في منطقتنا والعالم.
وأوضح المقداد أن سورية ما زالت متفائلة ونحن نشهد الآن فترة صحوة ضمير نرجو أن تشمل الجميع لأن الشعب السوري لا يستحق من العالم إلا كل الدعم والمساهمة في التنمية وفي حربنا من أجل العدالة والاستقلال والحرية لنا ولجميع دول العالم مؤكداً أن تحرير الأرض العربية من الاحتلال الإسرائيلي هدف أساسي لأنه لا وجود لاستقرار في المنطقة و”إسرائيل” تحتل الجولان السوري وكل فلسطين.. وتركيا تحتل شمال غرب سورية والولايات المتحدة تحتل شمال شرق سورية.