الثبات ـ عربي
لم تكتف البحرين بحدث افتتاح سفارة إسرائيلية على أراضيها، عملا باتفاق “التطبيع” الموقع قبل عام، والمخالف لبنود مبادرة السلام العربية، حيث كشف النقاب عن وجود محادثات بين المنامة وتل أبيب، للتعاون في المجال العسكري، بما يعود بالنفع ماديا على دولة الاحتلال، التي تواصل عمليات القتل اليومية ضد الفلسطينيين.
وخلافا لاتفاقيات التعاون بين دول التطبيع وإسرائيل، في مجالات الصناعة والزراعة وفي مجال الرحلات الجوية، واستيراد المنتجات الإسرائيلية بما فيها التي تصنع في المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة، تتجه البحرين إلى إبرام اتفاق في المجال العسكري، وهو أمر من شأنه أن يعود بالنفع اقتصاديا على جيش الاحتلال، الذي يواصل سياسة القتل والدمار في المناطق الفلسطينية.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، أن إسرائيل والبحرين، تنظران في احتمال التعاون بينهما بزعم التصدي للتهديد الذي تتعرض له سفن المملكة في الخليج العربي، إزاء الهجمات الإيرانية بواسطة طائرات مسيرة مفخخة.
وأوضحت أن وزير الخارجية لبيد بحث أثناء زيارته للبحرين، طرقا لإنشاء “أمن إبحار” السفن البحرينية في الخليج.
ونقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي، أن إيران تعكف على تطوير قدراتها الهجومية في هذا المجال الأمر الذي يشكل مصدر قلق في عدد من دول الخليج.
وأضافت الصحيفة أن القضايا الأمنية، وبضمنها الموضوع الإيراني، احتلت قسمًا كبيرًا من اللقاء بين لبيد وملك البحرين، كما تناول اللقاء قضايا اقتصادية.
وأشار إلى أن إسرائيل “تكتسب خبرة في التصدي لهذا التهديد قد تستطيع هذه الدول أن تستفيد منها”.
وحسب ما كشف، فإن هذا الموضوع كان مدار نقاش خلال اللقاءات التي عقدها أمس وزير الخارجية يائير لابيد مع كبار مسؤولي المملكة، وقد تطرق إليه بشكل غير مباشر لبيد خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيره البحريني.
ولم يكشف عن شكل التعاون الذي قد يبرم في هذا المجال، غير أن هناك احتمالات بأن يكون الاتفاق يشمل بيع دول الخليج العربي المطبعة منظومة “القبة الحديدة” التي يمكن أن تتصدى للصواريخ وأي أهداف أخرى، أو منظومات دفاع جوي على شاكلتها، من التي تقوم إسرائيل بتصنيعها، خاصة وأن معلومات سابقة أشارت إلى طلب دول عربية خليجية شراء هذه المنظومة.
ويعزز ذلك الاعتقاد، الكشف قبل ثلاثة أشهر، عن قيام الولايات المتحدة الأمريكية، بسحب 8 بطاريات صواريخ “باتريوت” التي تستخدم في مجال الدفاع الجوي، من عدة دول عربية خليجية، حيث من المحتمل أن يكون الاتفاق على شراء “القبة الحديدية” أو أخرى على شاكلتها من إسرائيل، لتعويض بطاريات “الباتريوت”.
وكانت منشآت نفط سعودية قد تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة، أرسلتها جماعة الحوثي في اليمن الموالي لإيران، كما قالت إسرائيل إن سفينة تجارية تابعة لشركة تعرضت لهجوم بمسيرة إيرانية مما أدى إلى مقتل 2 من طاقمها.
وتزعم دول خليجية أن تطور الطائرات المسيرة الإيرانية يشكل مصدر قلق لها، وأنها تريد من أجل ذلك الاستفادة من الخبرة الإسرائيلية في التصدي لها.
وشكر لابيد ملك البحرين على الاستقبال الذي وصفه بـ “الدافئ”، وقال إنه “يبعث الأمل في القلوب”، وأضاف “قيادة ملك البحرين وكونه مصدر إلهام يؤديان إلى التعاون الحقيقي ويمهدان الطريق نحو تعزيز العلاقات بين البلدين”.