الثبات ـ اقتصاد
عقد المجلس الأعلى للإبداع والتميز وسلطة الطاقة والموارد الطبيعية ورشة عمل متخصصة في مجال الطاقة المتجددة تحت عنوان "استشراف أولويات تطوير قطاع الطاقة المتجددة في فلسطين"، وعقدت الورشة في مقر سلطة الطاقة بحضور المهندس عدنان سمارة رئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز، وشارك في الورشة ممثلين عن القطاعات والمؤسسات أصحاب العلاقة من القطاع الحكومي والقطاع الأكاديمي والقطاع الخاص، وقدمت أوراق ومشاركات من عدد من العلماء و المتخصصين ذوي الخبرة.
وتأتي هذه الورشة ضمن سلسة الورشات التخصصية التي يعقدها المجلس الأعلى للإبداع والتميز مع المؤسسات الشريكة للوقوف على الأولويات الوطنية والاحتياجات لعدد من القطاعات الحيوية ضمن مساعيه لإنشاء مجمع الإبداع والتميز الذي يشمل سبعة مراكز تميز أحدها مركز التميز للطاقة المتجددة.
في كلمته الافتتاحية أكد المهندس عدنان سمارة رئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز جهوزية المجلس لدعم وتنبني الأفكار والمشاريع الإبداعية في كافة مراحلها خدمة لرسالة المجلس في ترسيخ ثقافة الإبداع والتميز في أوساط المجتمع الفلسطيني والتمكين المنصف للمبدعين و تعزيزا لمنظومة الإبداع، مضيفاً أن "إنشاء المجلس جاء بمبادرة من فخامة السيد الرئيس الذي يولي أهمية كبيرة لدعم الإبداع".
وقال سمارة، إن قطاع الطاقة المتجددة يعتبر من أهم القطاعات الوطنية ذات الأولوية والذي يعتبر رمزاً من رموز السيادة الوطنية على الأرض والمصادر الطبيعية، كما أن الاهتمام به ياتي ضمن التوجهات العالمية الخاصة بتطوير مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، وأضاف "من هنا نسعى من خلال إنشاء مجمع الإبداع والتميز ومراكزه للتميز وعلى رأسها مركز التميز للطاقة المتجددة الذي يهدف إلى تقديم حلول تكنولوجية ذكية تعمل على تحسين كفاءة الطاقة المتجددة من ناحية الانتاج والنقل والتوزيع والتخزين والتوسع باستخدام تطبيقاتها الخاصة والمعززة لتقنية إنترنت الأشياء والتكامل ما بين تكنولوجيا المعلومات مع التكنولوجيا التشغيلية، وأيضا التوسع في إقامة المبانى الذكية، كما يسعى الى تقديم حلول إبداعية للقطاعات الصناعية ذات العلاقة ونقل وتوطين تكنولوجية الطاقة المتجددة اللازمة لمجابهة الزيادة المطردة في الطلب على الطاقة وتلبية وتأمين متطلبات التنمية الشاملة في كافة المجالات".
ومن جهته أكد م. ظافر ملحم رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية على أهمية الشراكة بين القطاعات الحكومية والخاصة والأكاديمية في المساهمة في تحقيق الأمن الطاقي من خلال تنويع مصادر الطاقة والاستغناء تدريجيا عن الاعتماد على المصدر الواحد.
وأشار ملحم إلى أن الأمن الطاقي هو أحد أهم الأهداف التي تسعى سلطة الطاقة لتحقيقها، وأضاف " تحرص سلطة الطاقة على تشجيع الاستثمار في البدائل عن استخدام الوقود الأحفوري لأغراض إنتاج الطاقة وخفض التكاليف من خلال زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وخاصة استخدام الطاقة الشمسية لتغطية جزء من احتياجات القطاعات للكهرباء".
وقال ملحم أن تحديد أولويات تطوير قطاع الطاقة المتجددة يحتاج إلى تسليط الضوء على التحديات والمعيقات التي يعاني منها وآليات التغلب عليها. وتتمثل هذه التحديات بتقييد استخدام 62% من أراضي الضفة الغربية لبناء محطات طاقة شمسية أو رياح، وتعدد الهيئات والشركات الموزعة للكهرباء،وعدم توحيد شبكات التوزيع الذي يؤثرعلى إمكانية استيعابها لقدرات كبيرة من الطاقة، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة انتاج وحدة الطاقة من مصادر متجددة بالمقارنة مع الدول المجاورة.
وقدّم م. حازم مراعبة من المجلس الأعلى للإبداع والتميز، منسق الورشة ومدير الجلسات، شرحاً موجزاً عن هدف الورشة والفائدة المرجوة، إضافة إلى تعريف عن مضمون الورشة وجلساتها.
وتضمنت الورشة ثلاث جلسات، الأولى خصصت للقطاع الحكومي و إدارتها د. إيمان سعد تحدث د. محمد أبو عيد و قدم تعريفاً عن مجمع الإبداع والتميز تحت الإنشاء و دور المراكز العملية في تطوير الاقتصاد، فيما قدم المهندس باسل ياسين ممثلا عن سلطة الطاقة تصوراً عن واقع وآفاق وتوجهات استخدامات الطاقة المتجددة في فلسطين .
وفي جلسة القطاع الأكاديمي التي كان ميسرا لها د. أحمد أبو هنية من جامعة بيرزيت والتي تميزت بمشاركة نخبة من العلماء في المجال والذين كان لهم بصمة واضحة في إنشاء وإدارة عدد من مراكز أبحاث الطاقة العربية والدولية، استهلها أ.د. عماد الخطيب رئيس جامعة بوليتكنيك فلسطين بورقة عمل مخصصا الجزء الأكبر منها لأمن الطاقة الفلسطيني ودور الطاقة المتجددة فيه.
فيما تحدث أ.د مروان خريشة عن تجربته الغنية في تأسيس عدد من مراكز أبحاث الطاقة لا سيما في قطر وكيفية الاستفادة منها فلسطينياً.
وقدم ا.د بسام الدالي ومضات عن التوجهات العالمية في مجال الطاقة المتجددة، ثم ختم هذه الجلسة الأكاديمية أد. رياض صوافطه أحد العلماء الفلسطينيين في الخارج بعرض هام عن المواد الذكية والاستفادة من تطبيقاتها في مستقبل الطاقة المتجددة.
الجلسة الثالثة المخصصة للقطاع الخاص قدمت فيها المهندستان سماح دشت من شركة كهرباء محافظة القدس ومريم رمضان من شركة كهرباء الشمال، أبرز الخدمات المقدمة من الشركات العاملة في قطاع الطاقة المتجددة وأهم المعيقات التي تواجه هذه الشركات.
و في ختام الورشة التي تمت من خلال المشاركة وجاهيا لعدد من الحضور وآخرين إلكترونيا عبر تطبيق زووم أثرى جمهور الحضور الأوراق المقدمة بالنقاش، وخلصت الورشة إلى التوصيات التالية:
أبرز توصيات اللجنة العملية أن وجود مركز متخصص للطاقة البديلة ضمن مجمع الإبداع والتميز هو حاجة وطنية ليكون مكملاً و رافدا للمختبرات العاملة في المجال ويرفد قطاع الطاقة المتجددة بالأبحاث التطبيقية ذات الأولوية الوطنية، كما أوصت التركيز على الطاقة الشمسية كمصدر متجدد ومجدٍ اقتصاديا جنبا إلى جنب مع تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاستيراد من مصادرها التقليدية، و ضرورة اعتماد آلية واضحة لتطوير نظام النقل والتوزيع الكهربائي بما يتلاءم مع ضخ محطات الطاقة الشمسية و التركيز بحثيا على رفع الكفاءة و تقليل الفاقد واستخدام تقنيات التخزين. وأبرزت الورشة الحاجة الملحة للرقابة على هذا القطاع مع وجود مختبرات جودة متخصصة، وكان هناك العديد من التوصيات الفنية القيمة التي سيتم العمل على تطبيقها.