الثبات ـ رياضة
محمد عماد الدجاني من مواليد القدس العام 1992، أقل ما يمكن الحديث فيه، هو أن لهذا الرجل حكايات خطها بجهد عظيم، ونحتها بإرادة فولاذية، أنتجت بعد ذلك قامة رياضية فلسطينية يشار لها بالبنان في الملاعب الأوروبية.
الدجاني الذي نشأ وترعرع في مدرسة هلال القدس، لاعباً واعداً يبحث عن مجده كما غيره من اللاعبين، تعرض للإصابة اللعينة التي فتكت بطموحات العديد من لاعبي الكرة على مستوى العالم، فتعرض الدجاني لإصابة في الرباط الصليبي، فجاء القرار الحزين بترك الساحرة المستديرة، ترك الروح للجسد، وقرر أن يركز على الجانب الأكاديمي من حياته، فدرس التربية الرياضية في جامعة النجاح الوطنية، لكنه كان مبدعا في اللغة الانكليزية، وهي التي ساعدته في الوصول إلى النجاحات التي تحققت والتي سنسردها تاليا.
الدجاني بدأ رحلته في عالم التدريب بأن انطلق من حيث نشأته الكروية، مع هلال العاصمة، حيث عمل مساعداً للمدرب القدير سمير عيسى العام 2014 وحقق رفقة الزعيم بطولة كأس فلسطين، وكان أصغر من حصل على شهادة التدريب الآسيوي C، ومن ثم شهادة التدريب B.
قاد الدجاني صغار الهلال في حينه ووصل بهم إلى نهائي كأس فلسطين، وكان من أبرز لاعبي الهلال في تلك الفترة تلك الأسماء التي تقود الفريق الأول لهلال العاصمة اليوم وأبرزهم، محمد أبو ميالة، وموسى فيراوي، وهاني عبد الله، وعدي الدباغ.
بداية الرواية الأوروبية لمحمد الدجاني بدأت من النرويج، حيث سافر الهلال المقدسي في حينه إلى تلك البلد الأوروبية للمشاركة في كأس النرويج، فاستغل الدجاني الأمر بصورة إيجابية، فتوجه لعدد من الجامعات هناك من أجل إكمال مرحلة الماجستير، فحصل على ما يريد ووجد ضالته في واحدة من أبرز الجامعات هناك وتحديداً في مدينة تروندهايم، ليعود بعد ذلك إليها لدراسة الماجستير حول فسيولوجيا الجانب البدني.
واستغل الدجاني تواجده في تروندهايم، وحصل على شهادة التدريب الأوروبية، كما درس تقنية الـ GPS والتي يستخدمها الأوروبيون في تدريبات أنديتهم، ومن ثم عمل معايشات قصيرة مع فرق الفئات في برشلونة وباريس سان جيرمان وبنفيكا البرتغالي، ومع ناديي أيك أثينا وأندرلخت (فريق أول) حتى يتمكن من الوسائل التدريبية بحذافيرها.
بداية المسيرة التدريبية انطلقت من عرض من نادي محلي يلعب في درجة متدنية في المدينة التي يقيم فيها ويسمى Nardo FC، وقاده لموسم كامل بمساعدة أحد المحاضرين الذي أعجب كثيراً بأسلوبه وذكائه، ليقدم له عرض الانتقال للعاصمة أوسلو لقيادة فريق فاليرينغا تحت 14 عاما بدوام كامل وعقد احترافي، حيث يعتبر نادي فاليرينغا أحد أكثر الأندية شعبية في النرويج، وحقق مع هذا الفريق بطولة الدوري، فعرضت إدارة النادي عليه أن يكون مساعداً لمدرب الفريق تحت 19 عاماً وتم ذلك وحصل على بطولة الدوري أيضا، وحصل في ذلك الموسم على كأس اسكندنافيا التي تشارك بها أندية من تلك الدول أمثال السويد والدنمارك وفنلندا.
في العام 2017 عمل ماجستير تدريبي في البرتغال، لكن النقلة النوعية جاءت في موسم 2019/2020 مع نادي فاليرينغا، لكن هذه المرة مع الفريق الأول الذي تولى تدريبهDag Eilev Fagermo والذي طلب من الدجاني أن يكون مساعداً له، فتم ذلك، فقدم محمد موسماً مثالياً من خلال أن فريقه كان الأفضل بدنياً بشهادة الاتحاد النرويجي، كما أن الفريق حصل على الترتيب الثالث في بطولة الدوري، ليضمن مقعداً في بطولة يوروبا ليج الموسم المقبل، حيث عمل النادي النرويجي على تجديد عقد الدجاني لموسمين قادمين، ليكون الفلسطيني الأول الذي يشارك في بطولة يوروبا ليج.
الدجاني الذي حصل على شهادة التدريب الأوروبية A ، والتي وضعته أمام البرو الذي يحصل عليه كبار مدربي أوروبا، يعتبر أن مورينهو وبيلسا هما القدوة في عالم التدريب وأكد الدجاني أن من أبرز الأسماء التي يمتلكها فريقه الحالي والتي سيكون لها شأن كروي كبير، هما اللاعبان أسامة الصحراوي وأودن هولم.