الثبات ـ رياضة
كشفت صحيفة عبرية تفاصيل التحقيقات التي تجريها شركة إسرائيلية لـ"فحص الأهلية" في الصفقة التي تم بموجبها حصول شيخ إماراتي على 50 في المئة من أسهم فريق "بيتار القدس" العنصري، وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير لها أن "اتحاد كرة القدم الإسرائيلي، يفحص علامات استفهام حول المناعة المالية للشيخ حمد بن خليفة آل نهيان، الذي اشترى قبل بضعة أسابيع 50 في المئة من فريق "بيتار القدس" مقابل 100 مليون شيكل.
وأكدت الصحيفة، أن هناك "تخوفات إسرائيلية من وجود فجوات جوهرية بين إعلان رأس المال للشيخ وبين قيمة الممتلكات الموجودة لديه"، موضحة أن "لجنة نقل حقوق الاتحاد لكرة القدم عقدت الخميس الماضي، وهي الجسم الذي يتوقع أن يصادق على صفقة الشراكة بين ابن خليفة وصاحب الفريق موشيه حوغيغ".
وأشارت إلى أن "الجلسة شارك فيها حوغيغ وممثلو الفريق والمستشارون القانونيون والشيخ وممثلوه، وسألت اللجنة حول تقديرات قيمة العقارات والأوراق المالية التي أعلن أنها بحوزته" منوهة إلى أن اللجنة استأجرت شركة معلومات تجارية (مغيدو) لفحص مدى أهلية ابن خليفة المالية.
وبينت الصحيفة، أن شركة "مغيدو" مختصة في التحقيقات التجارية والمالية الدولية، وخلال "نقاشات اللجنة ظهرت تخوفات كثيرة، منها أن الشيخ يملك عشرات الشركات غير النشطة، وثار الشك بأنه رجل فزاعة، إضافة إلى الشك بأن التصريح المالي الذي قدمه لا يناسب قيمة ممتلكاته بالفعل، كما تلقت اللجنة معلومات عن علاقة ابن خليفة مع أشخاص ارتبطوا بالتحايل وتبييض الأموال" وقال مقربون من الفريق بعد الجلسة: "ابن خليفة يجب عليه أن يظهر أنه ثري بما فيه الكفاية كي يملك فريقا في الدوري الممتاز، وهو أظهر ذلك".
ونوهت إلى أن "حوغيغ لم يطلع على جميع المعلومات التي تم عرضها على لجنة نقل الحقوق، مع العلم أنه إلى جانب تكلفة شراء نصف الفريق، فقد التزم الشيخ بأن يستثمر 200 مليون شيكل في الفريق في العقد القادم".
وأضافت: "تبدو قصة حياة الشيخ خيالية فهو يتفاخر بأنه ينتمي للعائلة المالكة التي تقود الإمارات، وبسبب انفصال والديه، كان حتى قبل ثلاث سنوات يحمل اسم عائلة والدته، وكان اسمه عادل العتيبة، حتى تم الصلح وعاد إليه اسمه الأصلي".
وذكرت "هآرتس"، أن الشيخ الإماراتي أعلن أن أمواله تقدر بنحو 1.6 مليار دولار، وبحسب مقربين من الفريق، فإن العقار المركزي في تصريح رأس المال الذي قدمه ابن خليفة كان أوراقا مالية لحكومة فنزويلا، تقدر بنحو 1.6 مليار دولار، ولكن هذه سندات غير قابلة للبيع"، مشيرة إلى أن "هذه السندات في أفضل حالتها يمكن أن تصل لعشر القيمة الاسمية، كما أن السندات لا يمكن أن تخدم الشيخ في الحصول على قروض من البنوك".
وبينت أن "ابن خليفة صرح بأن لديه عقارا في لبنان تبلغ قيمته بضع عشرات من ملايين الدولارات، لكن الفحص أظهر أنه يساوي بضعة ملايين فقط، كما أن المباني السكنية له في دبي وأبوظبي تقدر في فرع العقارات بمبلغ 5- 8 ملايين دولار، وهو أقل من نصف القيمة التي عرضها في تصريحه المالي، كما أن حسابه البنكي فيه أقل من 4 ملايين دولار".
شريك متهم بالتحايل
وأسس الشيخ عشرات الشركات مطلع 2009، في مجال الطاقة المتجددة والغاز والنفط، لكن أكد الفحص أنه "لم يتم العثور على معلومات حول مشاريع حقيقية نفذتها هذه الشركات، باستثناء معلومات تم نشرها في وسائل الإعلام بخصوص التوقيع على صفقات مع شركات في أرجاء العالم".
ومن بين الأمور التي أثارت الشكوك، ظهور اسم عدد من الشركات التي أقيمت يماثل أو يشابه أسماء شركات وصناديق لها سمعة دولية؛ مثلا، اسم "آيدا"، وهي شركة خاصة يملكها الشيخ، أسست قبل سنتين في بريطانيا، ويشبه اسم "آديا"، وهو صندوق ثروة أبوظبي الذي تم تأسيسه في منتصف السبعينيات.
وهناك مجموعة "أتش.بي.كيه" التي تسيطر على معظم أملاك ابن خليفة، لها اسم يماثل اسم شركة كبيرة تم تأسيسها في قطر، لديها دورة مالية تبلغ مئات ملايين الدولارات.
وخلص الفحص الإسرائيلي أيضا، إلى أن "الشيخ يجري صفقات تجارية مع شخصيات ارتبط اسمها بتعقيدات قضائية في دول مختلفة".
وتكشف مجريات الفحص، أن هناك وسيطا آخر ارتبط اسمه بصفقة "بيتار القدس"، وهو رجل الأعمال الإماراتي سليمان الفهيم، الذي "أدين قبل حوالي ثلاث سنوات في الإمارات بسرقة 5 ملايين جنيه إسترليني، وأدين كذلك باستخدام وثائق مزيفة لتمويل صفقة فريق "بورتسموت"، وحكم عليه غيابيا بالسجن 5 سنوات، وسجن وأطلق سراحه بعد فترة قصيرة".
وذكرت الصحيفة، أن "الفهيم قام بشراء "بورتسموت"، وقام ببيعه بعد 6 أسابيع، ولم ينقل للفريق الأموال التي وعد بها، ونتيجة لذلك فقد وصل الفريق إلى حالة الإفلاس"، مؤكدة أن "حوغيغ اعترف في السابق بأن الفهيم هو وسيط في الصفقة".
ومن بين شركاء ابن خليفة، رجل الأعمال رومان زايمان، وقد حذرت حكومة بولندا من الاستثمار في شركات زايمان.