ليلة غاضبة لأهالي مدينة الرصيفة الأردنية بعد “جرف” قبورهم

الخميس 24 كانون الأول , 2020 01:52 توقيت بيروت عــربـي

الثبات ـ عربي

عايش أهالي مدينة الرصيفة الأردنية ما وصفوه عبر العديد من منصات التواصل الاجتماعي بـ”ليلة دامية وغاضبة جدا” بعدما شوهدت جرافة وهي تنبش نحو 500 قبر على الأقل في المقبرة الرئيسية في هذه المدينة المكتظة بالسكان، في حادث أثار جدلا واسعا على الصعيد السياسي والبيروقراطي وحتى الأمني في الأردن، وانشغلت السلطات الأردنية طوال أمس الأربعاء بحادثة جرف القبور بصورة جماعية من قبل بلدوزر يملكه أحد الأشخاص في مدينة الرصيفة.

 

وأثار الحادث اهتماما واسعا على مستوى وسائل الاعلام ومنصات التواصل، كما أثار حملة استنكار شديدة جدا على المستوى الشعبي دون أن تُعرف الظروف والملابسات بعد، فيما صرحت مديرية الأمن العام بأنها ألقت القبض على شخصين قاما بجرف القبور في مدينة الرصيفة.

 

وتجمع الآلاف من أهالي مدينة الرصيفة لليلتين على التوالي بسبب هذا الحادث الغريب، وصدرت عبر منصات التواصل اتهامات بالجملة بالإساءة لكرامات الأموات ولتعاليم الشريعة الإسلامية، فيما أمر وزير الداخلية سمير مبيضين بعد الاتصال مع أعضاء المجلس البلدي في المدينة والنواب الذين يمثلون المدينة في البرلمان باتخاذ الإجراءات الأمنية والاحترازية الكاملة لمتابعة هذه الجريمة.

وأحيل إلى النيابة شخصان، وهما سائق الجرافة ومن استأجره بعمل التجريف في ظروف وملابسات غامضة ويتم التحقيق مع الشخصين الآن بتهمة الإساءة لكرامات القبور والحفر بدون ترخيص، وأثار الحادث بلبلة شعبية واسعة النطاق بسبب غرابته، حيث دفع رفات ما بين 400- 500 متوفٍ من الأردنيين ثمن هذه المغامرة في المقبرة الكبيرة المعروفة بالاكتظاظ، وادعى سائق الجرافة والشخص الذي استاجره للقيام بالمهمة أنه قام بتجريف القبور حتى يجد مدخلا إلى قبر والده، وهي مسألة لم يتم التوثق منها على المستوى الأمني بعد، واتهم النائب عن المنطقة في البرلمان رائد رباع الظهراوي جهات لم يحددها بممارسة الإرهاب ضد قبور المسلمين من أهالي المدينة.

 

ولم يكشف النائب الظهراوي عن تفاصيل هذا الاتهام ومقاصده، فقد صدر تعليق عن الناشط الإلكتروني محمد الخطيب على صفحة فيسبوك قال فيه بوجود شيء غريب في قصة قبور الرصيفة، في الوقت الذي لم تقدم فيه السلطات رواية متكاملة لهذا الأمر، فيما نشر الناشط والكاتب الإعلامي راشد العساف تعليقا إلكترونيا على فيسبوك اعتبر فيه ما حصل مع قبور أهالي مدينة الرصيفة بأنه “أمر دُبّر بليل”.

 

وبدا لافتا للنظر أن السلطات المحلية والأمنية لم تقدم بعد للرأي العام رواية متكاملة عن حادثة تدمير ونبش القبور بصفة جماعية، في الوقت الذي أشارت فيه البلدية إلى ادعاءات أحد الأشخاص بأنه لم يكن يعلم بوجود قبور في المنطقة التي جرفها حتى يستطيع الوصول بسيارته كما يدعي إلى قبر والده.

ويعتبر الحادث من الحوادث النادرة جدا في المجتمع الأردني، حيث تنص التقاليد الاجتماعية والدينية على الاحترام والتقدير الكبير لحرمة المقابر بصورة خاصة.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل