شرح الحديث .. "انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِماً أَوْ مَظْلُوماً"

الإثنين 14 أيلول , 2020 01:11 توقيت بيروت علوم إسلاميّة

الثبات - علوم إسلامية 

 

شرح الحديث

"انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِماً أَوْ مَظْلُوماً"

 

الحديث ورد في "صحيح البخاري" في باب المظالم عن أنس رضي الله عنه بالنص التالي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِماً أَوْ مَظْلُوماً، قالوا: يا رسول الله، هذا ننصره مظلوماً، فكيف ننصره ظالماً؟ قال: تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ" صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

كما ورد أيضاً في "صحيح الترمذي" عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِماً أَوْ مَظْلُوماً، قلنا: يا رسول الله، نصرته مظلومًا، فكيف أنصره ظالمًاً؟ قال: تَكُفُّهُ عَنِ الظُّلْمِ؛ فَذَاكَ نَصْرُكَ إِيَّاهُ" صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ويتضح من الروايتين السابقتين أنَّ هذا الحديث ليس كما يفهمه بعض الناس من نصرة المسلم لأخيه المسلم بالحق والباطل، فهذا فهم خاطئ ولا يصح أن يصدر من عقل سليم يعرف مكانة النبوة والأنبياء.

ومعنى الحديث باختصار:

المسلمُ أخو المسلمِ، وهذه الأخوَّةُ تَتعلَّقُ بها حقوق وواجباتٌ مِنَ الأخ تُجاهَ أخيهِ، ومِن هذه الحقوقِ الَّتي تجبُ على المسلمِ لِأخيه ما وردَ في هذا الحديثِ في قولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: انْصرْ أخاكَ ظالِماً أو مظلوماً فقال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ أنصرُه إذا كانَ مظلوماً؛ أفَرأيْتَ، أي: أخبِرني إذا كان ظالِمًا كيفَ أنصرُه؟ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تَحجُزُه أو قال تمنعُه مِنَ الظُّلمِ؛ فإنَّ ذلك المنعَ نصرُه، والشكُّ مِنَ الرَّاوي.

فنصرتُه في حالِ كونِه مظلوماً بِرفعِ الظُّلمِ عنه، أمَّا نُصرتُه في حالِ كونِه ظالِماً فبأَنْ يمنعَه مِن ظُلمِه؛ لأنَّه إذا منعَه مِن ظُلمِه فقد نصَرَه على هواهُ وعلى شَيطانِه الَّذي يُغويه، وعلى نفسِه الَّتي تأمرُه بِالسُّوءِ، وذلك هو أفضلُ النَّصرِ.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل