أحكام رمضان .. هل يُرَخَّصُ الفطر لمن يداوم على السفر نظراً لطبيعة عمله؟

السبت 25 نيسان , 2020 11:41 توقيت بيروت الفقه الإسلامي والفتاوى

الثبات - علوم إسلامية

 

أحكام رمضان

هل يُرَخَّصُ الفطر لمن يداوم على السفر نظراً لطبيعة عمله؟

 

رخص الله سبحانه وتعالى للصائم المسافر أن يفطر متى كانت مسافة سفره لا تقل عن مرحلتين وتُقَدَّران بنحو ثلاثة وثمانين كيلومتراً ونصف الكيلومتر، بشرط أن لا يكون سفره هذا بغرض المعصية، وأناط الشرع رخصة الفطر بتحقق علة السفر فيه دون نظر إلى ما يصاحب السفر عادة من المشقة؛ فصلح السفر أن يكون علة؛ لأنَّه وصف ظاهر منضبط يصلح لتعليق الحكم به، والحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً، فإذا وُجد السفر وُجِدَت الرخصة، وإذا انتفى انتفت، أمَّا المشقة فهي حكمة غير منضبطة؛ لأنَّها مختلفة باختلاف الناس، فلا يصلح إناطة الحكم بها، ولذلك لم يترتب هذا الحكم عليها ولم يرتبط بها وجوداً وعدماً؛ قال تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}.

 فمتى تحقق وصف السفر في الصائم ولم يكن إنشاؤه بغرض المعصية جاز له الفطر؛ سواء أشتمل سفره على مشقة أم لا، وسواء أتكرر سفرُه هذا أم لا، حتى لو كانت مهنتُه تقتضي سفره المستمر فإن هذا لا يرفع عنه الرخصة الشرعية، وبيَّن الله سبحانه مع ذلك أنَّ الصوم خير له وأفضل مع وجود المُرَخِّص في الفطر بقوله تعالى: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ}، والصوم خير له من الفطر في هذه الحالة وأكثر ثواباً ما دام لا يَشُقُّ عليه؛ لأنَّ الصوم في غير رمضان لا يساوي الصوم في رمضان ولا يُدانيه وذلك لمن قدر عليه، فإذا ظنَّ المسافر الضرر كُرِه له الصوم، وإن خاف الهلاك وجب الفطر.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل