تسلم الأمانة يا أبو جُمانة تسلمها ألف مبروك يما ..... بهذه الكلمات إلتقت جمانة بوالدها بعد 17 سنة في سجون الإحتلال

الخميس 16 كانون الثاني , 2020 03:55 توقيت بيروت فـلـســطين

الثبات ـ فلسطين

طوت الفتاة جُمانة أبو جزر (17عامًا)، مشوارًا طويلاً من الألم والانتظار والشوق، بعد احتضان والدها علاء أبو جزر (43عامًا)، الذي كان معتقلاً في سجون الاحتلال الإسرائيلي فور تحرره في ساعةٍ متأخرةٍ من مساء أمس الأربعاء.

واعتقل أبو جزر الذي يقطن محافظة رفح جنوبي قطاع غزة في شتاء 2003، على معبر رفح أثناء مرافقة والده وحُكِم عليه بالسجن 17 سنة.

أبو جزر ترك خلفه ابنته الوحيدة "جُمانة" التي كانت رضيعة وتولت والدتها رعايتها لكنها توفيت بعد أشهر، لتنتقل لرعاية جدها الذي توفي بعد أشهرٍ أيضًا.

ولاحقًا انتقلت لرعاية عمها، فكانت الفاجعة باستشهاده في قصفٍ إسرائيلي، لتبقى في رعاية جدتها مريم أبو جزر التي حافظت عليها حتى لحظة الإفراج عن نجلها علاء وهي بعمر (80 عامًا).

لم تحظ "جُمانة" بلقاء والدها وهو معتقل سوى مرتين، آخرها قبل خمس سنوات لتُمنع من زيارته بعدها، بحجة "الرفض الأمني"، لكن تلك المقابلة انتهت بأمنية الطفلة اليتيمة لوالدها: "المرة القادمة راح تكون معنا يابا.

على ناصية ممرٍ يزيد عن كيلومتر، داخل الحاجز، مضت نحو 12ساعة من الانتظار وهي تقف بجانب سياجٍ حديدي في الحاجز تنظر للممر الضيق، دون استكانة أو راحة وأعينها شاخصة تجاه مكان خروج وعودة المسافرين، علَّها ترى في نهاية الممر نور والدها، يضيء عتمة 17عامًا من حياتها.
طوال تلك الساعات، كان الخوف والقلق يراود جُمانة من إمكانية تراجع الاحتلال مُجددًا عن قرار الإفراج عنه، حتى وصل بمركبة خاصة في الحاجز، لتركض مسرعةً تحتضنه، وهما يبكيان بحرقة، وتقبل يده وجبينه، وسط زحام المُستقبلين.

وأمسك الوالد بيد ابنته، وطأطأ رأسه يقبل والدته التي جاءت للحاجز على كرسيٍ مُتحرك ببكاءٍ شديد، وتعالت زغارديها وهي تقول: "تسلم الأمانة يا أبو جُمانة تسلمها ألف مبروك يما"؛ فيما تعالت زغاريدها وكلمات الأهازيج التراثية الفلسطينية.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل