رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى يهنئ المسلمين بمناسبة المولد النبوي الشريف

الأربعاء 28 تشرين الأول , 2020 03:18 توقيت بيروت لـبـــــــنـان

الثبات ـ لبنان

وجه رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة المولد النبوي الشريف لهذا العام التي استهلها بتهنئة اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بهذه الولادة المباركة التي شكلت إيذانا بولادة فجر جديد للبشرية لاندحار الشرك والظلم والإلحاد حيث نقل النبي محمد(ص) البشرية من الظلمات إلى النور، فبشر برسالة الإسلام التي شع نورها على الكون، و كان رحمة للعالمين يهديهم إلى الصراط المستقيم ويعلمهم الكتاب والحكمة دون تفرقة وتمييز. 
وطالب سماحته المسلمين بان يؤصلوا هوية الإسلام في نفوسهم فيعودوا إلى سيرة نبيهم ويقتدوا بأخلاقه التي مدحه الله بها بقوله عز وجل " وانك لعلى خلق عظيم، ان النبي(ص)  أعظم شخصية عرفتها الإنسانية بما حمله من مكارم الأخلاق ومرضي الأفعال والأقوال حتى كان قدوة للصالحين يجسد الحق والحقيقة والصدق والأمانة، فهو الصادق الأمين في نظر أعدائه ومحبيه لم تأخذه في الله لومة لائم، لأنه كلمة الحق والصدق والفضيلة الذي علمنا إن ننهج طريق الحق ولو قل سالكوه، وعلى المسلمين ان يتمسكوا بالقرآن وسنة النبي وأخلاقه وسيرته وسيرة الأئمة المعصومين فيكونوا في رحابهم يستلهمون الصواب والرشاد والصلاح.
واكد سماحته ان مكانة النبي محمد(ص)  في قلوب محبيه اعظم من ان تنال منها اساءة حاقد وناقم وهي اكبر من كل افتراءات الكاذبين والحاسدين ، فهو الممدوح في السماء والمحبوب في الارض الذي وهبه الله ما لم يهب احداً من خلقه لما امتاز به (ص) من مناقب سامية وصفات حميدة كانت منطلقا لكل خير وبركة، فهو ليس رمزاً دينياً فحسب انما قيمة انسانية عظيمة جعلته قدوة للطامحين نحو الكمال الانساني، فكان (ص) ملاذا للفقراء والمظلومين والمستضعفين وعنواناً للحق وحفظ الكرامة الانسانية،  ارتقى بتضحياته وسموه في سبيل  اصلاح البشرية حتى أصبح (ص) قبلة لكل طالب حق وحقيقة، مما يستدعي إن تعود البشرية جمعاء إلى سيرة النبي محمد(ص)  ليصلح حالها وتعود إلى جادة الحق والصواب والاستقامة والإنصاف. ونحن اذ نجدد استنكارنا الشديد لما بدر من جهل وافتراء واساءة نعتبرها خطيئة كبرى بحق مطلقيها لن تنال من مقام النبي الكريم، فاننا ندعو الى تصحيحها بتحكيم الضمير و الاحتكام الى العقل بدل الركون الى الشيطان، فهذا الظلم الموصوف جريمة ينبغي التراجع عنها ، وعليهم طلب المغفرة من الله تعالى لانهم لا يدرون عواقب ما يفعلون، وسيعلم الظالمون اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.
وطالب سماحته العرب والمسلمين بتصويب سياساتهم وتوجهاتهم فيعودوا الى النبي محمد  يستمدون مواقفهم من حكمة النبي(ص)  وشجاعته وسماحته،  فيعملوا على جمع الشمل ورأب الصدع وإصلاح ذات البين وتعميم ثقافة الوحدة والتعاون على البر والتقوى، فالنبي محمد(ص)  أراد إن يكون المسلمون قدوة في الانفتاح والتسامح والتعاون ينصهرون في بوتقة الإيمان الواحد الذي يلغي كل التمايزات العرقية والمناطقية، مما يحتم ان ينضوي المسلمون تحت راية الحق في مواجهة الباطل والإثم والعدوان الذي يتجسد اليوم في المشروع الصهيو_ اميركي الذي يفرض التطبيع مع الكيان الغاصب لفلسطين، ويحاصر بلاد المسلمين بالعقوبات الجائرة ويحرك ادوات الفتنة بين المسلمين ويرعى الارهاب الدولي في بث الفرقة واثارة النعرات المذهبية وتعميم القتل والفساد خدمة للكيان الغاصب لفلسطين. ونحن اذ نطالب قادة العرب والمسلمين إن يستشعروا مخاطر صفقة القرن على امنهم و استقرار اوطانهم ومصالح شعوبهم فيقطعوا كل اشكال التعامل مع العدو من منطلق انه شر مطلق يحرم التعامل معه، وعليهم ان ينصروا شعب فلسطين في مقاومته للاحتلال، ونحن نؤكد ان التطبيع مع العدو الصهيوني خيانة لرسول الله وتعاليم الاسلام وانقلاب على مسيرة الجهاد والتضحية التي خطها شهداء الامة في مواجهة المشروع الصهيوني، ونحن لنا ملء الثقة ان الاحتلال الى زوال طالما ان في امتنا قوى مقاومة وشعوب صامدة وحرة تأبى الظلم والعدوان.
وناشد الامام قبلان اللبنانيين إن يتعظوا مما جرى حولهم فيحفظوا وطنهم بحفظهم لبعضهم البعض، فيكثفوا تشاورهم ويشكلوا حكومة اصلاحية انقاذية قادرة على اخراج لبنان من ازماته التي سببتها سياسة المحاصصة واغراق لبنان في الديون والفساد والرشى حتى بتنا اليوم على شفير انهيار اجتماعي واقتصادي ، و المطلوب اليوم تسريع تشكيل الحكومة من اصحاب الكفاءة والنزاهة والخبرة لتقوم باجراءات اصلاحية فورية تلجم الانهيار الاقتصادي والتدهور المعيشي وتستعيد المال العام المنهوب وتفرج عن اموال المودعين في المصارف، وعلى السياسيين ان يعودوا الى طاولة الحوار الوطني لانتاج تفاهمات جديدة تجنبنا الوقوع في ازمات جديدة، فيكون الجهد منصباً على اصلاح النظام السياسي بما يحقق العدالة الاجتماعية ويجعل من المواطنين وحدة سياسية متراصة لخدمة الوطن بمنأى عن العزل والغبن والتهميش، فنحن نريد وطناً مستقراً ينعم مواطنوه برعاية دولتهم التي يحكمها القانون والشفافية وتسهر مؤسساتها على توفير الامن والاستقرار والانصاف لكل المواطنين.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل