القصة الكاملة للمهندس البريطاني الخائن الذي ساعد العصابات الصهيونية على إقتحام سجن عكا

الإثنين 31 آب , 2020 04:11 توقيت بيروت من ذاكرة التاريخ

الثبات ـ من ذاكرة التاريخ

كشفت عائلة موظف حكومي بريطاني سابق قام ببناء سجن سيء السمعة للانتداب في فلسطين المحتلة أنه سرب خطط البناء إلى المتطرفين الصهاينة، مما ساعدهم على القيام بعملية إقتحام للسجن في عام 1947.

وقد تمّ اعتبار إقتحام السجن حدثاً حاسماً أدى إلى قيام بريطانيا ما كان يُنظر اليه على نحو متزايد بأنه “تفويض مرهق” في فلسطين، وهو التعبير الزائف الذي تطلقه بريطانيا على مستعمراتها السابقة، ولكن الأمر المثير للسخرية هو التعامل مع الاقتحام وكأنه “اسطورة إسرائيلية” في حين أن الأمر كان لا يتجاوز سوى عملية تسريب عادية يقوم بها موظف لأغراض شخصية.

وقال جيل مارغوليس، ابن شقيق المهندس المعماري بيريز إتكس، في مقال نشرته صحيفة “الغارديان” إن المتطرفين اليهود كان لديهم في الواقع مخططات السجن بشكل كامل من الرجل الذي وضع المخطط.

وأشار مارغوليس ساخراً إلى تساؤلات العديد من المؤرخين حول كيفية حدوث عملية الاقتحام، وقال إن كل ما تحتاجه بالفعل هو المخططات الداخلية وهو ما كان لديهم، خطط دقيقة ومعلومات داخلية.

ووصف مقال الصحيفة بشكل دقيق عملية اقتحام السجن التي حدثت في وقت متأخر من يوم 4 مايو 1947 ، مشيراً إلى أن أنه تم بناء السجن على أنقاض قلعة صليبية .

وأوضح صاحب المقال أن “ الإرهابيين اليهود” استولوا على “حمامات تركية” مجاورة للسجن، وتمكنوا من تفجير حفرة في الجدار الفاصل، وقال إن أحد المهاجمين تنكر في هيئة مهندس ملكي بريطاني في حين ألقى عدد من المسلحين قنابل يدوية على جزء منفصل من السجن.

وكتبت الصحيفة أن السجناء هربوا على الفور من السجن وقد كان من بينهم “اليهود والعرب” ، وقد تم تقدير عدد الذين فروا بحوالي 250 سجيناً.

وكان إتيكس، وهو يهودي روسي ومواطن أمريكي، مهندساً بارزاً يعمل مع القوات البريطانية، وقد ساعد على تحويل فلسطين المحتلة لكي تصبح مرمزاً استراتيجياً في شرق البحر الأبيض المتوسط، وقال صاحب المقال إن الدافع الحقيقي للصهيوني المتحمس هو تطوير ما كان يعتقد بأنه سيكون دولة إسرائيل في المستقبل.

وكشف مارغوليس بأنه عثر على مذكرات ابن أخيه الأكبر بعد 50 عاماً من وفاته، وقال إنها تضمنت شهادات بأنه شخصياً قام بنقل أسلحة من مستودعات الأسلحة، التي كان تديرها بريطانيا يافا المحتلة في 1921، إلى العصابات الإرهابية اليهودية في تل أبيب.

وكشف الرجل ايضاً عن أن القوات البريطانية اكتشفت هذه الخيانة وعلمت بأنه نقل الأسلحة ولكن لسبب ما غير معروف فقد تم تجاهل القضية، وبعد عقدين من الزمن حصل “الخائن” على وسام الملك للخدمة في قضية الحرية لبناء ميناء عميق في مدينة حيفا المحتلة وبناء شبكة واسعة من الطرق.

وفي حين أن مذكرات إتكس تنتهي مع سجن عكا، إلا أن المهندس روي قصته خلال زيارة إلى منطقة بروكلين في نيويورك في الخمسينات إلى ابنة اخيه ووالدة مارغوليس أليسا، وقد أخبرها بأنه شارك في المخطط “لأن السجن كان مثل القلعة، وإذا لم تكن هناك خارطة، فليس هناك طريقة للخروج”.

وكشف المقال أن إتيكس عرض عليهم نسخة من ” الكتاب المقدس” بتوقيع ونستون تشرشل شخصياً، مع شكر خاص على تطوير ميناء حيفا المحتلة، التي كان ينظر إليها الحلفاء في ذلك القوت بأنها حيوية لجهود الحرب، وتشير هذه الحقائق، كما قال المقال إلى أن قدرة بريطانيا في السيطرة على فلسطين المحتلة كانت متدهورة للغاية.

ووصف سيئ الذكر مناحيم بيغن، الذي قاد العصابات الصهيونية الإرهابية الأرغونية في الهجوم، إلى أن عملية الاقتحام كانت الأكثر أهمية من ناحية ” تفكيك هيبة الحكومة البريطانية، وقد أصبح بيغن فيما بعد رئيساً لوزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي.

وقال جيل مارغوليس إنه عمه الكبير لم ير أي تناقض من خلال العمل مع الجانبين وأضاف أن الأمر لم يكن يتعلق ببريطانيا مشيراً إلى أن الامبراطورية البريطانية والحركة الصهيونية كانت تسيران في نفس الاتجاه ولكن بأهداف مختلفة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل