إيران ويوغوسلافيا ورفض المساعدات السخية ـ أحمد شحادة

الخميس 20 شباط , 2020 01:28 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

غريب ومثير هذا الأصرار من قبل بعض هذه الطبقة السياسية الأوليغارشية برفض مايعرض على لبنان من مساعدات من دون أي شروط أو قيود، كحال العروض الايرانية أو الروسية أو الصينية، والانكى من ذلك، حينما يبرر هؤلاء، أن العروض السخية الايرانية لمساعدة البلد الصغير، ستخسره المساعدات الأميركية، مع العلم أن عرضا إيرانيا واحدا اكثر أهمية من كل المساعدات والعروض الأميركية على مدى عقود من السنوات، التي تقدم وفق شروط سياسية، تجد من يتغنى بها من اللبنانيين، ويهول من خلالها على الحكومة اللبنانية.

وتجدر الملاحظة هنا أن مجموع المساعدات الأميركية للبنان لا تتجاوز المئة مليون دولار سنويا مقدمة من البنتاغون ووكالة التنمية الأميركية، بينما المسؤولون الإيرانييون ابدوا كل استعداد لمساعدة لبنان في كل المجالات، وخصوصا في مجال الكهرباء، حيث أبدت الشركات الإيرانية الاستعداد الكبير لتركيب محطات ضخمة لتوليد الطاقة، وإنشاء شبكات توزيع تنير لبنان على مدى 24ساعة، مع فائض في الإنتاج، علما أنه في هذا المجال سبق لسيد المقاومة أن تعهد بتحويل ذلك إلى هبة تقدم من الحكومة الإيرانية إذا تجاوبت الحكومة اللبنانية مع العرض الإيراني السخي، لكن الضغوط الأميركية حالت دون ذلك.

هذا الأمر يذكرنا بعرض يوغوسلافي، قُدِمَ إلى لبنان في أواخر ستينيات القرن الماضي بانشاء معامل لتكرير المياه المتبدلة، وخصوصا محطة الصرف الصحي في أخر منطقة الاوزاعي، دون أن تتقاضى يوغلاسلافيا دولارا واحدا، مقابل أن تستورد التفاح اللبناني، لتسديد تكاليف هذا المشروع، لكن تم رفض هذا العرض،بذريعة أن بلغراد دولة اشتراكية، مع العلم أن يوغوسلافيا كانت على خلاف مع الاتحاد السوفياتي، وتعتبر نفسها دولة من دول عدم الانحياز، وخصوصا ان رئيسها الراحل جوزيب بروزتيتو مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الهندي الراحل جواهر لال نهرو هم من أسسوا كتلة دول عدم الانحياز.

 بأي حال، عديدة العروض السخية التي وفرتها ايران للبنان ولم تلق تجاوبا، وهنا يحضرنا الانجاز الايراني النوعي الذي قدم بعد حرب تموز 2006، حيث قامت طهران بمد شبكة من الطرقات والاوتوسترادات في الجنوب وبعلبك والهرمل، تقدر بمئات الكيلومترات، وبعض هذه الطرقات موروث من أيام السلطنة العثمانية والانتداب الفرنسي وهي طرقات دولية بدائية، كحال طريق رياق ـ القاع الذي كان حلما لأهالي المنطقة أن يتم توسيعه وإنارته، وخصوصا أن بعض متعرجاته كانت محطات للموت ولحوادث السير القاتلة، فحولته ايران إلى اوتوستراد دولي يمتد حتى الحدود الشمالية للبنان مع سورية.

كثيرة العروض الإيرانية لمساعدة لبنان، وكذلك العروض الصينية والروسية.. لكن التهويل من هذه الاوليغارشية اللبنانية واستعدادها لإثارة الفتنة، وانحيازها الأعمى والمجنون للهيمنة الأميركية يحول دون ذلك ويحول دون توفير المليارات لصالح تنمية لبنان وإنسانه.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل