حدثان برسم رفض " صفقة القرن " ! ـ رامز مصطفى

الأربعاء 05 شباط , 2020 01:17 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

مشهد تهاوي بيان وزراء خارجية الجامعة العربية ، بخصوص رفض التعامل مع " صفقة القرن " ، قبل أن يجف الحبر الذي كتبت به قرارات ذاك البيان ، يدعو للسخرية والقرف في آن ، على وقع حدثين عبرا عن حقيقة تلك المواقف التي تتناقض مع حقيقة ما هو معلن عن رفض ل" صفقة ترامب – نتنياهو " .

الحدث الأول ، ما أعلنته وسائل الإعلام العبرية ، عن لقاءات سرية كانت قد أجرتها " جينا هاسبل " مديرة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أل " سي أي آيه " ، مع كل من رئيس مخابرات السلطة اللواء ماجد فرج ، ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ . وبغض النظر عن صحة وسائل الإعلام في كيان الاحتلال ، عن أنّ اللقاءات شملت أيضاً رئيس السلطة ، فهذا لا يغير شيئا عن فحوى وخلفية تلك اللقاءات ، التي قيل أنها خصصت لنقل التطمينات للسلطة الفسطينية ، بأن الإدارة الأميركية لن تسمح لحكومة نتنياهو بضم أية أجزاء من الضفة الغربية ، وفرض السيادة على المستوطنات ، قبل انتخابات الكنيست التي ستجري بداية آذار القادم . ومن جهة ثانية تم التأكيد على استمرار العلاقات الأمنية مع وكالة المخابرات أل" سي أي آيه " الأميركية ، الأمر الذي لم ينفه رئيس السلطة في كلمته أمام مجلس وزراء الخارجية في الجامعة العربية ، بل ذهبّ إلى القول : أننا قدمنا للأميركيين في سياق التعاون الأمني الذي لم يتوقف ، معلومات ما كانوا ليحلموا بها .

أما الحدث الثاني ، وهو الأبلغ في إيصال رسائل التطمينات  لطرفي " صفقة القرن " ، بأن ما تسمعونه من مواقف شاجبة ورافضة للصفقة ، ما هو إلاّ طحنٌ للماء ، وصراخٌ في الهواء ليس إلاّ . فاللقاء السري في أوغندا ، قبل الكشف عنه ، والذي جمعّ رئيس المجلس الانتقالي في السودان " عبد الفتاح برهان " ، مع رئيس حكومة العدو الصهيوني نتنياهو ، بهدف حجز مقعدٍ للأول في قطار التطبيع مع الكيان ، والذي تقوده كل من السعودية والإمارات .

الحدثان جاءا تعبيراً صارخاً عن الدرك الأسفل الذي وصلت إليه الحال العربية بنظمها الرسمية ، والتي تؤكد ما كنا قد كتبناه سابقاً ، عن أنّ ترامب أو نتنياهو ، ما كانا ليتجرأن على ما أقدما عليه في الإعلان عن " صفقة قرنهم " ، لولا أنهما غير مطمئنين أن الحال العربية وقبلها الفلسطينية ، قد تحولت إلى هياكل فاقدة لوزنها وقدرتها على التغيير لصالح قضايا الأمة ، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية .

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل