واشنطن تفاوض على النفط السوري في اربيل وتمنع الحل في لبنان ـ يونس عودة

الثلاثاء 10 كانون الأول , 2019 09:29 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

في زحمة الارتباك اللبناني ,سواء من جانب السلطات التي باتت تدرك ان منع الوصول الى حل اقتصادي -مالي للازمة تحول في جوهره الى سياسي , من خلال الابتزاز الممارس سواء عربي -خليجي, او دولي ارعن تقود عملياته خلف الكواليس الادارة الاميركية من خلال القتلة الاقتصاديين , او في صفوف الهبات الشعبية في الشارع , وهي التي بمجموعها باتت اسيرة شعارات سياسية اكبر منها , باستثناء شريحة لم تنخرط في الحراك الذي يدار وفق مصالح تصب في جيب واشنطن وتل ابيب واتباعهما عند العرب.

لقد اثبتت مجريات الشهرين المنصرمين   متلازمة الفساد - والمصارف حتى وصلت الى ذروة ليس من السهل معالجتها بمسكنات الاستدانة التي كانت تستخدم في مراحل كثيرة منذ اتفاق الطائف , ولذلك عندما هب الناس من عميق معاناتهم وشخصوا بعقلهم قبل فطرتهم ان المشكلة اقتصادية - مالية لم يدر في خلدهم ان هناك من يتربص لتعميق المعاناة, وبسرعة فائقة لتغيير المسار عبر خطة محكمة , يبدو ان الاعداد لها استنفذ وقتا للتدريب والتنفيذ ,لتصبح الازمة سياسية - نقدية ترتبط عضويا بمخططي الهندسة المالية .

لا تزال الحرب الاقتصادية - النقدية اللبنانية في ذروتها , وانعكاسها واضح في جنون الاسعار , وانفلات السوق المالي على غاربه , مع تنحي الحكومة بشخص رئيسها عن اقل واجباتها سواء الوطنية او الاجتماعية , او بالاحرى المجتمعية , وبات يدرك القاصي والداني ان الولايات المتحدة هي من تشجع على تعميق الازمة لمزيد من الهريان .ويقدر الخبراء ان حاجة لبنان الماسة والعاجلة لا تقل عن عشرة مليارات دولار لتحريك الاقتصاد المتآكل ووضع اليلاد على سكة يمكن الرهان عليها , بموازاة ازالة الفساد والمحاصصة , الا ان السؤال البديهي من زين للبنان الحصول على هذه " القجة" , فلا العرب الذين تمسك واشنطن بقيدهم يريدون الاستثمار على حل الازمة الا بشروط سياسية , هذا اذا كان لديهم وفر مالي , ولا جماعة "سيدر"على عجل من امرهم لتسييل الوعود المقطوعة بشروط , ولا الاميركيون يريدون , لا بل يعملون لتعميق الازمة اكثر فاكثر للوصول الى المبتغى السياسي الذي اعلنوه على لسان فحلهم جيفري فيلتمان امام الكونغرس ,وكذلك فان العامل الاسرائيلي افصح عن تربصه على لسان رئيس الوزراء الفاسد والمرتشي بنيامين نتنياهو الذي اعتبر ما يجري في لبنان كما في العراق فرصة للضغط وتكثيفه، لأن التظاهرات من وجهة نظره تمثل " ارضا خصبة"لاضعاف ايران , وقد اعلنها بلا مواربة وكفاجر انه اتفق مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته لاستغلال التظاهرات كآلية لتعزيز الضغط .

لم تتوان قيادة الكيان الصهيوني عن استغلال الوضع اللبناني المربك , لعلها تقنص شيئا من بلوكات النفط اللبناني البحرية , وقد ارسلت سفينة ابحاث يونانية ترفع علم بنما لاستكشاف البلوك 9 , الذي طرح الاميركيون بلهجة تهديدية عبر موفدهم ديفيد شينكر ترسيم خطه لصالح اسرائيل "والا فان لبنان سيعاني كثيرا".

بناء عليه , فاي منفذ للبنان ؟ الجواب البديهي للذين يؤمنون بضرورة الحل , هو بالاعتماد على النفس , وهذا الاعتماد يكمن في تحريك عجلة الانتاج , وتصريف الانتاج اللبناني بسلاسة , والبوابة الوحيدة لذلك هي سوريا , والامر يحتاج الى قرار وطني وبسرعة , سواء من حكومة تصريف الاعمال , او اي حكومة اخرى بدون أي مراوغة بشأن الاتفاق مع الحكومة السورية , والامر يتعلق بمسألتين , فتح الحدود السورية امام المنتجات اللبنانية للتصدير , سيما ان سوريا رغم معاناتها مستعدة لمنح لبنان شروط تفضيلية لانه ينعكس ايجابا على الاقتصاد السوري ايضا كما اللبناني , وكذلك اخراج ورقة اللاجئين من البازار السياسي لتسريع عودتهم , وبالتالي صم الاذان عن الكلام الاميركي , ومسك الاعصاب في عدم الخضوع للاملاءات الاميركية وهذا يساعد لبنان , وايضا سوريا في مواجهة التسلط الاميركي على ثروات البلدين .

ان الاميركيين يسعون للسيطرة الكاملة على النفط السوري  ولا سيما في ريفي الحسكة ودير الزور, وهو ما لم يتوان ترامب عن اعلانه بفجاجته المعهودة , ولذلك يعمدون الان الى انشاء نظام جديد لسرقة النفط السوري بديل عن السابق الذي كان يستخرج ويرسل الى تركيا , وهو ما تم وقف غالبيته بعد الاتفاق الروسي التركي , ما اعتبره الاميركيون خسارة مالية , بينما الخطة الجديدة لاستخراج النفط يجري التفاوض في بنوده في اربيل بحضور نجيرفان البرازاني شخصيا ورجل اعمال لبناني من ال قطرجي , ويقضي "السيستم " الجديد بان الكميات التي يستخرجها الاميركيون او تحت اشرافهم المباشر ترسل نسبة تصل الى 80 بالمئة الى كردستان على ان تطرح في الاسواق و10 بالمئة الى تركيا , و10  بالمئة الى حمص , وترسل الاموال المجباة كثمن للنفط الى مصارف في بريطانيا تم انشاء حسابات لها لتمويل الفصائل الكردية وجماعة فتح الله غولن بعد ان تقتطع القيادات الاميركية حصتها من العائدات ,وتفيد تقارير ميدانية ان  عملية تهريب الاميركيين للنفط السوري بدأت ,كسرقة موصوفة . 

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل