رحيل مرسي .. صفحة تطوى ـ أحمد زين الدين

الثلاثاء 18 حزيران , 2019 01:17 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

برحيل الرئيس المصري السابق محمد مرسي السجين، تطوي صفحة من تاريخ أكذوبة "الربيع العربي" التي هي في حقيقتها تطبيق للمشروع الأميركي "الفوضى الخلاقة" في منطقتنا العربية، تمهيداً لمشروع "الشرق الأوسط" الكبير، الذي كان أول من وضعه في كتاب له، العجوز الصهيوني الراحل شيمون بيريز الذي لم يخترع شيئاً جديداً من خلاله، إنما هو في حقيقته تطبيق للمشروع الأميركي الذي وضع عام 1957 وعرف بمشروع ايزنهاور.

وإذا كان البعض قد سارع إلى تقديم واجب العزاء بالرئيس الراحل المعزول بحجة "حرمة الموت"، إلا أن الواجب أيضاً يفرض أمام هؤلاء فتح سجل سنة حكم فيها مصر.

فمرسي أبقى على سفارة العدو الصهيوني في القاهرة، وهنأ الرئيس الصهيوني مرتكب مجزرة قانا عام 1996 شيمون بيريز واصفاً إياه بـ "صديقي العزيز"، في الوقت الذي أغلق فيه سفارة الجمهورية العربية السورية، وهو أمر لم يقدم عليه الرئيس المخلوع السجين حسني مبارك.

وللتذكير ففي خطابه بقطع العلاقات مع دمشق شن محمد مرسي هجوماً على حزب الله، وقال: "أن لامكان ولامكانة لحزب الله في سورية".

وأفسح في المجال أمام تكفيريين في مصر بالتوجه إلى تركيا من أجل المشاركة في الحرب التكفيرية ضد الدولة الوطنية السورية.

وللتذكير فقط نشير إلى ماكانت جريدة "اليوم السابع" قد نشرته يوم الخميس 29 تشرين الأول/ أكتوبر/ 2016 عن لقاء لمرسي مع ضابط في جهاز الموساد الاسرائيلي في 15 حزيران 2012، حيث عرضت لوثائق عن ذاك الاجتماع أكد فيه مرسي حرصه على العلاقة مع كيان العدو، وطيّ صفحة العداء معها.

وجاء فى إحدى تلك الوثائق، ((محضر اجتماع عقد بين مرسى وضابط موساد إسرائيلى يحمل الاسم الحركى "بارون"، وتبين أن الاجتماع تم عقده فى القاهرة، وذلك بعد حصول مرسي على موافقة مرشد الإخوان الدكتور محمد بديع، برغم المواقف المعلنة للجماعة من إسرائيل.

وبحسب الوثيقة، فإن مرسى أكد خلال اللقاء عدم اعتراضه على إقامة علاقات دبلوماسية مع تل أبيب بحكم المعاهدات الموقعة بين البلدين، كما تعهد أيضاً بعدم وقوف مصر وراء أي عمل عدائى ضد إسرائيل، وكذلك التدخل لدى حركة المقاومة الإسلامية حماس ومنعها من شن أى هجمات ضد إسرائيل.

ووفق ما ورد فى الوثيقة المتداولة، فإن مرسي عبر عن تغيير وجهة نظر جماعة الإخوان تجاه إسرائيل، فبعد اعتباره كيان معادي أكد أنه لا يمانع على الإطلاق من إقامة علاقات دبلوماسية مع تل أبيب بحكم معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر.

وأكدت الوثيقة أن اللقاء عقد فى القاهرة ، فى "مكان آمن"، وفرته جماعة الإخوان وحضره ممثل عن الجانب الأمريكى تم الرمز له فى الوثيقة باسم"A"، واكتفى بتسجيل النقاط دون الاشتراك فى الحوار، وغادر غرفة الاجتماع عدة مرات لإبلاغ واشنطن بالتطورات على الأرجح.

وتضمنت الوثيقة إشادة ضابط الموساد بشجاعة جماعة الإخوان خلال فترة الاضطرابات التى صاحبت ثورة 25 يناير، ثم تأكيده على سرية اللقاء وعدم الإفصاح عنه بأى شكل من الأشكال وفق اتفاق مسبق بين تل أبيب والجانب الأميركي)).

بأي حال منذ وصول الإخوان إلى السلطة في مصر ودورهم في أكذوبة "الربيع العربي" كان بالاتفاق مع الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما، الذي قضى بتنصيب الإخوان وهكذا حلوا بداية في السلطة في تونس، واندفعوا في تدمير ليبيا، وبمشروع تدمير سوريا بالتكافل والتضامن مع الوجه الآخر للإخوان في تركيا المتمثل برجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية التركي.

برحيل محمد مرسي، صفحة تطوى فيها الكثير من الوضوح والكثير من الألغاز، لكنها تكشف بأي حال جانباً هاماً في مسيرة "الإخوان".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل