قراءة في نتائج العدوان على قطاع غزة ـ رامز مصطفى

الثلاثاء 07 أيار , 2019 09:50 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

الجولة الأخيرة من العدوان البربري والهمجي على القطاع انتهت بعد وساطة مصرية سعى إليها نتنياهو، بعدما أيقن أن الاستمرار في عدوانه وتدحرجه نحو حرب مفتوحة لن تكون في صالحه أو صالح كيانه الغاصب، حيث الأيام الثلاثة لهذا العدوان جاءت بنتائج عكسية من خارج ما سعى إليه نتنياهو وجوقته الحزبية أو العسكرية والأمنية، فمن خلال قراءة لنتائج هذا العدوان، نخلص إلى الآتي:

1. توقف العدوان بعيداً عن شروط كان نتنياهو يمني نفسه بها ولم يحصل عليها ، إنما يمثل انتصاراً للمقاومة، التي يعود لها الفضل في إطلاق صواريخها بكثافة غير مسبوقة وبدقة غير معهودة، وهذ باعتراف العدو نفسه، الذي أقرّ أن المقاومة أطلقت ما يزيد عن 650 صاروخاً. وهذا ما أكده "بيني جانتس" رئيس حزب أزرق أبيض، حين قال : "إن ما يقرب من 700 صاروخ أطلق من قطاع غزة، خلفت دماراً كبيراً وعشرات الجرحى و 4 قتلى". وكذلك ما صرحّ به "يائير لابيد" قائلاً: "إنه بعد سقوط أربعة قتلى إسرائيليين والعشرات من الجرحى ستواصل "حماس" تلقي الأموال".

2. صحيح أن القطاع يئن من وطأة الحصار المفروض على أهله منذ أكثر من عشر سنوات، ولكن بما يمثل من جبهة داخلية للمقاومة وكتائبها لا يزال على تماسكه وقدرته على إظهار القدر العالي من الوحدة والتكافل والإنصهار مع المقاومة في بوتقة مواجهة العدوان. على عكس مجتمع المستوطنين، الذي أظهر تفككاً وإنهياراً وخوفاً شديداً على مستقبله. وغير متجانس مع حكومته أو جيشه، وهذا ما يفسر كم الانتقادات التي يواجهها بعد فشله بعد كل عدوان.

3. سقوط ما حاول نتنياهو فرضه من معادلة الهدوء مقابل الهدوء، قد أنهى قدرته على المناورة مستقبلاً، فقبل العدوان الأخير شيء وما بعده شيء أخر. وعلى نتنياهو كسر الحصار التزاماً بالتهدئة أو التفاهمات التي لا زالت مرفوضة من قبل العديد من الفصائل، التي تدرك أن تلك التفاهمات ستسجلب سياقاً سياسياً محفوفاً بالمخاطر.

4. الأداء الرائع والمُشرف للمقاومة حولها إلى رافعة يُبنى عليها إذا ما أُريد الاعتماد عليها في كسر صفقة القرن وإفشالها، وفق رؤية وطنية جامعة للكل الفلسطيني، فصائل وقوىً ونخباً على مختلف مسمياتها.

5. كان من المؤكد أن حجم الأذى الذي سيلحقه العدوان أكبر من حجم الخسائر التي ستلحقه المقاومة بالكيان، ولكن هذه الجولة المقاومة تمكنت المقاومة من إلحاق كم من الخسائر في القتلى والجرحى والبنى التحتية والمنشآت. والمعلومات المتداولة من داخل الكيان أن خسائره أكبر بكثير مما أعلن عنه، وهذه عادته في إخفاء تلك الخسائر التي بلغت حسب المتداول حوالي 20 قتيلاً من الجنود والمستوطنين، وأكثر من 260 جريحاً بعضهم في حال الخطر. ناهيك عن الخسائر في الأبنية والمنشأت، عدا عن حالات الانهيار النفسي والمعنوي التي أصابت المستوطنين.

6. بفضل رد المقاومة وبسالتها، وضعت الكيان ومن خلفه الولايات المتحدة، أن الاعتداء والعدوان على دول محور المقاومة ستكون كلفته باهظة الثمن بما فيها وجود الكيان.

7. ردات الأفعال الغاضبة داخل االكيان على نتنياهو، تعكس حقيقة أن الأخير سيكون أمام مأزق جدي في تشكيل توليفة حكومية تتماشى معه، إلاّ إذا رضخ إلى شروط من خارج ما يرغب ويريد.

8. معضلة غزة بالنسبة للكيان ستبقيه في حالة قلق دائم، وهذا ما عبرّ "شتاينيتس" عضو "الكابينت"، بأن الاحتلال سيبقى يعاني من غزة 30 عاماً.

9. وفوق كل شيء، فإن المحاولات البائسة لدك الأسافين بين قوى المقاومة، وإظهار أن حركة الجهاد قد استدرجت "حماس" إلى المعركة، وأن "حماس" شيء والجهاد شيء أخر، قد باءت بالفشل الذريع.

لا يعني أن الجولة الأخيرة من العدوان على قطاع غزة قد انتهت، ولكنها لن تنتهي، حسب ما صرح به نتنياهو في قوله: "المعركة لم تنته لكنها تتطلب منا صبرا وحكمة. نحن مستعدون للتتمة. هدفنا لا زال وسيبقى توفير الهدوء والامن لسكان الجنوب. وأنّ إسرائيل ستعود  لسياسة اغتيال القادة الفلسطينيين". الأمر الذي سيستدعي رداً جديداً من المقاومة، وهذا ما أكد عليه أمين عام حركة الجهاد الإسلامي قبيل العدوان الأخير "عن أن المقاومة سترد، ولن تمنعها أية خطوط حمراء ترسمها التفاهمات".

من المؤكد أن المقاومة ستبقي على جهوزيتها واستعداداتها ومراكمة قدراتها وإمكانياتها مما سيلحق الهزيمة النكراء والكبرى بالكيان وجيشه وجنرالاته ومستوطنيه، عند أي عدوان جديد على قطاع غزة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل