بومبيو .. Go Home ـ أحمد زين الدين

الإثنين 18 آذار , 2019 12:56 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو سيكون الخميس في لبنان، على أن يجري لقاءاته بالمسؤولين اللبنانيين الجمعة ويختمها بعشاء تقيمه على شرفه النائبة السابقة نايلة معوض.

ووفقا للبيان الرسمي الأميركي، فإن هذه الزيارة إلى لبنان، تأتي في إطار جولة للمسؤول الأميركي في المنطقة تشمل ايضاً الكيان الصهيوني والكويت، ووفقاً لبيان الخارجية الأميركية، فإن بومبيو سيلتقي في بيروت بمسؤولين لبنانيين لبحث التحديات السياسة والأمن والاقتصاد التي تواجه البلاد.

وفي "إسرائيل" سيناقش بومبيو "المشاكل الإقليمية الحيوية، بما في ذلك مواجهة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط"، وسيجدد تمسك واشنطن الثابت بضمان أمن "إسرائيل".

وتتضمن أجندة زيارة بومبيو الى "اسرائيل" أيضا بحث الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لمواجهة "معاداة السامية.".

كما سيشارك بومبيو في اجتماع لقادة "إسرائيل" وقبرص واليونان حول الطاقة والأمن في منطقة البحر المتوسط، وقد يكون هذا هو الهدف الرئيسي للحركة الأميركية.

وفي الكويت وفقاً للخارجية الأميركية أيضاً، سيناقش بومبيو الأوضاع في اليمن وسوريا، والتقدم المحرز في طريق تشكيل التحالف الاستراتيجي الشرق أوسطي، وحاجة دول مجلس التعاون الخليجي للوحدة في مواجهة تحديات المنطقة وتعزيز الأمن فيها.

ويلاحظ أن جولة بومبيو تأتي استكمالا لرحلة قام بها في المنطقة في مطلع العام الحالي، حين زار البحرين والإمارات والسعودية وسلطنة عمان وقطر ومصر والأردن والعراق،  حيث كان لافتاً بعدها، التصعيد ضد اليمن، وإعادة "الروح" إلى "داعش" واخواتها ولجم محاولات الانفتاح على سورية..

وفي المجرى العام لهذه الزيارة الأميركية السريعة، إلى لبنان، أنها تأتي بعد مؤتمر بروكسل، الذي لم يأت على نتائج تذكر بشأن معالجة عودة النازحين السوريين إلى لبنان، مما يعني أن ما تخطط له واشنطن ومعها "اسرائيل" أكبر بكثير من "بروكسل"، وانها لا تريد أنهاء الحرب على الدولة الوطنية السورية، إنما العودة إلى دعم المجموعات الإرهابية المسلحة.

وكما كشف الجزء الأول من جولة بومبيو إلى المنطقة في مطلع العام الحالي عن تصعيد الحرب في اليمن، والدفع بالجزائر نحو أزمة مفتوحة على شتى الاحتمالات، واعادة "النفس" إلى "داعش" و "النصرة" واخواتهما في سورية والعراق، فإن الجزء الثاني من هذه الزيارة، ربما كان هدفه خربطة الاوضاع في لبنان، وتحشيد فلول 14 آذار للتصعيد في وجه المقاومة، بالإضافة إلى الإصرار الأميركي والغربي على عدم حل مشكلة النازحين، وعدم حصرهم واحصاء اعدادهم حتى لا تنكشف الخلايا الإرهابية النائمة، لتحريكها وفق الرزنامة الأميركية والصهيونية في داخل سورية.

بأي حال، فإن زيارة ناظر الخارجية الأميركية إلى لبنان، تذكرنا بزيارات سابقة لمسؤولين في الإدارات الأميركية المتعاقبة، فزيارة سيسكو في ستينيات القرن الماضي، اعقبها مجزرة ايلول الأسود في الاردن بحق الفلسطينيين عام 1970.

وفي كانون الأول 1973 كانت زيارة سيئ الذكر هنري كسينجر السريعة إلى لبنان حيث التقى الرئيس سليمان فرنجية في مطار رياق في البقاع، والذريعة الأميركية لذلك، كانت أن قصر بعبدا قريب من المخيمات الفلسطينية، فكانت أن اندلعت الحرب الأهلية في لبنان في 13 نيسان 1975.

ونذكِّر أيضاً بزيارة كولن باول بعد الغزو الأميركي للعراق في العام 2003، وتوجيه انذار  للرئيس العماد إميل لحود والرئيس بشار الأسد، لضرب المقاومة وحصارها، وحينما رفضا طلبه بشكل قاطع كانت الأزمة المفتوحة وما تلاها من اغتيال الرئيس رفيق الحريري إلى حرب تموز وما بعدها.

ربما هنا أيضاً قد يكون ضرورياً التذكير حين حل في لبنان نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدين قبل انتخابات 2009 بأسبوعين، وعشائه في ختام زيارته عند النائبة السابقة نايلة معوض، وبحضور كثيف لجماعة 14 آذار، ويومها اعتبر أحد اركان 14 آذار النائب  بطرس حرب أن زيارة بايدين تشكل "جرعة أمل ودعم للبنان".

ونحن لن نجد أفضل ما واجه به المتظاهرون اللبنانيون زيارة سيسكو في الستينيات من القرن الماضي  على طول طريق مطار بيروت الدولي في حينه: "سيسكو Go Home".

لنقول: "بومبيو .. Go Home".

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل