سورية بعد 8 سنوات من العدوان عليها ..  تنتصر وتدوس رؤوس الثعابين ـ أحمد زين الدين

الجمعة 15 آذار , 2019 02:08 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

ثماني سنوات مرت على الحرب الكونية الأميركية ـ الصهيونية ـ الرجعية ـ التكفيرية ـ السلجوقية على سورية، ولم تترك وسيلة إلا واستغلت ضد الدولة الوطنية السورية، بحيث بلغ عدد المرتزقة الأجانب لوحدهم الذين استجلبوا من رياح الأرض الأربعة وفق احصاءات دولية حتى شهر ايلول 2017 اكثر من 400 ألف تكفيري اجنبي.

ببساطة، كانت الغاية للقوى الاقليمية والدولية، التي شنت هذه الحرب ضرب القوة الأساسية التي اسهمت فيه دمشق في التصدي للمشروع الأميركي والصهيوني الذي بدأ هجومه الواسع على المنطقة منذ بداية الألفية الثالثة واستهل بالغزو الأميركي لبلاد الرافدين عام 2003، والذي جاء على إثره وزير الخارجية الأميركية الأسبق كولن باول ليملي شروط اليانكي، على سورية ولبنان إميل لحود والمقاومة، مهدداً بأن واشنطن صارت على الحدود السورية.

فكان الموقف الحاسم للرئيس بشار الأسد برفض الشروط الأميركية لصياغة شرق أوسط جديد، وكان أيضاً الموقف الواضح للرئيس أميل لحود في لبنان برفض الإملاءات الأميركية، وفي الوقت الذي صعدت فيه الولايات المتحدة من نبرتها وخططها العدوانية على سورية ومقاومة لبنان، فكان القرار الأممي 1559، ثم اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي اعقب بعدوان تموز الواسع على لبنان ومقاومته وشعبه عام 2006، فخرجت فيه المقاومة محققة نصراً حاسماً غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي ـ الإسرائيلي، لا بل منذ سقوط غرناطة الاندلسية عام 1492م.

لم تتراجع الهجمة الأميركية على لبنان وسورية، إذ أنه في أوج حرب تموز 2006 حضرت ناظرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس إلى لبنان، وأطلقت من بين أحضان رئيس الحكومة في حينه فؤاد السنيورة شعارها الشهير، أنه من هذه الحرب سيولد "الشرق الأوسط الجديد"، كما كان عشاء السندويشات في السفارة الأميركية في عوكر الذي أبلغت فيه رايس قادة "14 آذار" اوامرها، التي انخرطوا بها حتى اذنيهم، لكن حسابات عدوانهم الصهيوني دمرتها الإرادة اللبنانية المقاومة بنصرها الكبير.

بيد أنه رغم هذه التطورات لم يرم ادوات الداخل اللبناني سلاحهم، ففبركوا الشهود الزور في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري لتوجيه الاتهام إلى سورية، وقامت حكومة السنيورة بعد أن صارت غير ميثاقية وغير دستورية وغير شرعية، باصدار قراراتها الشهيرة في 5 آيار عام 2008 التي استهدفت المقاومة مباشرة، فكان السابع من آيار الذي اجهض فيه المشروع الجهنمي، الذي تجدد باستهداف المقاومة في غزة، فكان أن تحطم المشروع السياسي للعدوان على صخرة الصمود والمواجهة الفلسطينية في عام 2008.

بشكل عام، كان للدولة الوطنية السورية دور أسياسي ومساهمة فاعلة في إفشال الهجوم الاستعماري ـ الصهيوني ـ الرجعي على الجبهات العراقية ـ اللبنانية ـ الفلسطينية، وكان للمقاومة العراقية ـ اللبنانية ـ الفلسطينية بفضل الدعم السوري والايراني، انتصارات نوعية  حاسمة وهامة في مجرى المواجهة الشاملة.

وإذا كانت المقاومات العراقية واللبنانية والفلسطينية قد حققت انجازات هامة في كسرها للهجمة الأميركية ـ الصهيونية ـ الرجعية، لكن المحور المعادي لم يقبل نتائج هزيمته، وقرر سلوك طريق جديدة مع أكذوبة "الربيع العربي"، وبدأت منذ 11 آذار 2011 هجوماً جديداً هدفه الأساسي المحورالممانع للمشرع الأميركي ـ الصهيوني ـ الرجعي، وعنينا به سورية.

وهكذا مع بداية العدوان والحرب الكونية الشاملة على قلب العروبة النابض، استنفر كل اخصام المقاومة وسورية على مساحة العالم أسلحتهم وعدتهم، من الحرب التدميرية القذرة، إلى استحضار كل اشكال التكفير الوهابي والأخونجي، حتى أن قوى تحسب نفسها "يسارية وثورية وقومية" من أمثال ميشال كيلو وجورج صبرة وبرهان غليون وحسن عبدالعظيم، و "يسار ديمقراطي" في لبنان، وغيرهم من الفلول، صاروا جنبا إلى جنب مع "الديمقراطية الأمبريالية"، والقوى التكفيرية الوهابية، إضافة إلى الفبركات والاكاذيب الاعلامية التي سخرت لها امكانيات مالية ضخمة... لكن سورية ومعها حلفائها واجهت وصمدت وقاومت وها هي تحقق الانتصارات، وفرضت التطورات الميدانية على مدى السنوات الثماني مواجهات متعددة الاشكال والانواع، انتقلت خلالها قوى الممانعة إلى المواجهة الميدانية، وبالتالي صارت مقاومة فعلية، فأفضت هذه المواجهات إلى تحول ميداني وتغيير في موازين القوى، الذي حققت فيه سورية والمقاومة وحلفهما نجاحات كبرى وحقيقية، اوقعت حلف الأعداء في ازمات حقيقية.

لكن هل أن انتصارات حلف المقاومة، على الهجوم الامبريالي ـ الصهيوني ـ التكفيري يعني نهاية الحروب والاستهداف؟

بالطبع لا، والهجوم المعادي يتخذ اشكالاً جديدة تتعدى المواجهات العسكرية، إلى حصارات اقتصادية، واختلاق معارك مذهبية وطائفية... وربما اندفع الأميركيون والصهاينة وعرب الكاز إلى فتح جبهات جديدة، تلوح افاقها الآن في الشمال الافريقي باستهداف الجزائر للسيطرة على ابواب افريقيا ومضيق جبل طارق لقطع الطريق على روسيا والصين إلى افريقيا وإلى المنطقة، وهما المصنفتان بأصدقاء حلف المقاومة.. لكن الأكيد أن كوابيس الهزيمة لن تجعل الحلف الرجعي العربي ـ التكفيري ـ الصهيوني، ينام هنيئاً..


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل