من أعلام التصوف المعاصرين .. المربي الشيخ عبد الناصر جبري رضوان الله عليه

الخميس 14 شباط , 2019 10:46 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات ـ إسلاميات

عندما نتكلم عن أعلام الصوفية لا بد لنا أن نقف عند عالم جليل وشيخ مربي عمل وأعطى للدين الإسلامي الحنيف الصحيح الكثير والكثير، إنّه الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه.

ولد العلامة الراحل في مدينة بيروت، وترعرع في صباه في مدينة دمشق، حيث درس الابتدائية في مدرسة المزة (مدرسة الشريف الرضي)، وتلقى بعض العلوم الدينية على يد سماحة المفتي العام للجمهورية العربية السورية الشيخ أحمد أمين كفتارو، لينهي الابتدائية في دمشق، وينتقل بعدها ويكمل مسيرته العلمية في أَزهر لبنان، وهكذا حتى نال الشهادة الثانوية، لتبحر سفينته العلمية نحو مكة المكرمة إلى جامعة الملك عبدالعزيز حيث انهى مرحلة الليسانس هناك، ونال بعدها درجة الدّكتوراه من جامعة كراتشي.

حظي الشيخ عبد النّاصر جبري بحب العالم الإسلامي، وحمل حبه في جوانحه، وسار ليكون مثلاً في العلم على طول العالم الإسلامي وعرضه، وكان ملماً بأحوال العالم الإسلامي، حاملًا هم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؛ إذ تأتيه البرقيات والرسائل والملحقات والكتب والمجلات والصحف حباً له ولوفائه.

كان العلامة الراحل باراً بوالديه، حريصاً على إرضائهم، متجنباً كل ما يغضبهم، ساعياً لإرضاء اللَّه سبحانه وتعالى من خلالهم؛ لقوله تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا}، فكان أمراً إلهياً، ليكسب بهما الدنيا والآخرة، ومن مشاهد بره أنّ الشيخ عبد الناصر جبري كان يغسل قدمي أبيه بماء زمزم طوال الحج، علماً أن الشيخ اصطحب والديه إلى الحج مرتين في حياتهما.

كان رحمه زاهداً متصوفاً، ذاكراً لله، و محباً للنبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته وصحابته، حريصاً على قيام مجالس الذكر واستمرارها، وهذا ما لمسه طلابه عندما كان يعقد جلسات الذكر في مسجد كلية الدّعوة، وكان حريصاً على دعوة مشايخ أهل التصوّف والطرق، أمثال الشيخِ عبدالهادي الخرسا، والشيخ حسين محمد البير خضري وغيرهم.

وكان أيضاً رحمه اللَّه تعالى قائماً في الليل، لا ينام إلّا ساعات قليلة، وكان يقضي معظم وقته في مبنى الكلية مردداً: (اللهم زد هذا المكان سعة واتساعا، وبركة إلى قيام الساعة؛ ليعم خيره ونوره وبرّه الدنيا كلها يا ربَّ العالمين، واجعل هذا في أبنائي وطلّابي وأحبابي وسائر المؤمنين)، رحم الله شيخنا الجليل وحشره مع النبيين والصديقين في عليين.. آمين.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل