الثبات ـ لبنان
تسبب تسليم السلطات اللبنانية اسيرا اسرائيليا، بعد عام كامل من المفاوضات السرية مع الكيان الاسرائيلي جدلا داخل لبنان، حيث ان الإعلان لم يأت من بيروت، بل من مكتب رئيس حكومة الكيان، كما ان اللبنانيين لم يكونوا على علم بوجود هذا الأسير على أرضهم طوال المدة الماضية، ولم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات اللبنانية.
مفاجاة يطلقها الكيان الاسرائيلي تثير جدلا داخل لبنان حيث أعلن مكتب رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو في بيان استعادة إسرائيلياً كان محتجزاً في لبنان منذ عام عبر معبر رأس الناقورة في جنوب لبنان بوساطة اميركية وبعد مفاوضات سرية استمرت أشهر واكد المكتب ان الكيان لم يسلم أي أسير لبناني مقابل هذا الامر.
اعلان الخبر جاء صدمة للبنانيين حيث لم يكونوا على علم بوجود الاسير الاسرائيلي على أرضهم طوال المدة الماضية، كما انه لم يصدر أي تعليق رسمي سابق من رئاسة الجمهورية أو رئاسة الحكومة الحالية أو السابقة، أو الأجهزة الأمنية حول القضية.
وفي اول رد فعل اعربت هيئة ممثلي الأسرى والمحررين اللبنانيين عن رفضها لإطلاق سراح هذا الإسرائيلي في حين لا يزال هناك تسعة عشر اسيرا لبنانيا في سجون الاحتلال ولا خبر عنهم. واعتبرت الهيئة أن الدولة اللبنانية باعت نفسها لما وصفته الشيطان الأميركي والإسرائيلي، واصفة خطوتها بالخيانة التي يجب ان يحاسب عليها القانون، بدءا من أعلى حتى اسفل هرم الدولة حسب قولها، مؤكدة أن تحرير الأسرى لن يكون إلا عبر المقاومة.
فيما أدان العضو في كتلة الوفاء للمقاومة اللبنانية، النائب إبراهيم الموسوي، تسليم الأسير لكيان الاحتلال واعتبره صادما للناس، مشدّدًا على وجوب المحاسبة من جانب الجهات المعنية، لأن هناك استخفاف ولامسؤولية من جانب الجهة التي أدارت هذا الملف البالغ الأهمية وطنيًا في هذه الظروف الحسّاسة، حسب تعبيره.
هذا فيما أكد الأمن العام اللبناني قيامه بتسليم الاسرائيلي صالح أبو حسين إلى الصليب الأحمر وسط مزاعم بأنه دخل البلاد عن طريق الخطأ قبل عام وأوقفته السلطات اللبنانية لكن لم تُثبت عليه أي شبهة أمنية ضده .
وقارن المعارضون لتسليم الدولة اللبنانية الاسير الاسرائيلي دون مقابل بالمقاومة التي كانت تدير مفاوضات غير مباشرة مع الكيان الاسرائيلي لسنوات طويلة إذ كان مقابل إطلاقها أي إسرائيلي يتم تحرير أسرى لبنانيين وعرب أو استعادة رفات الشهداء. ويقول المعارضون ان الدولة اللبنانية بخطوتها الاخيرة تنازلت مجانا عن هذه الورقة، في وقت تحاول فيه ايضا نزع سلاح المقاومة بينما لايزال الاحتلال يهدد سيادة البلاد.