الثبات ـ لبنان
يحرم الاحتلال أهالي العرقوب في جنوب لبنان الذين يعيشون بغالبيتهم على الزراعة وتربية الماشية والنحل، من الوصول إلى أراضيهم. ويكرس بذلك خنق الأهالي اقتصادياً تمهيداً لتهجيرهم.
يواجه أبناء القرى الجنوبية الحدودية اللبنانية، ولا سيما 270 عائلة في كفرشوبا و200 عائلة في حلتا وغيرها مئات العائلات في شبعا ومنطقة العرقوب، حملات منظمة للتهجير القسري.
وهي لا تتوقف عند الاستهدافات الكيان الإسرائيلي المباشرة والمتكررة عبر الطائرات المسيّرة والرصاص والقنابل والخطف المباشر، وإنما تمتد إلى الخنق الاقتصادي لإجبارهم على البحث عن مصدر رزق خارج الجنوب.
يحصل هذا عبر حرمان غالبية العائلات التي تعيش على الزراعة وتربية الماشية والنحل من الوصول إلى أراضيها، في شكل من أشكال الاحتلال المقنّع. وحول ذلك، يقول رئيس اتحاد بلديات العرقوب ورئيس بلدية كفرشوبا قاسم القادري لصحيفة "الاخبار": كنا نتحدث عن الاحتلال في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، أما اليوم، فقد أصبحنا أمام مناطق جديدة تمنع عنها الحركة بفعل النيران وغطرسة العدو الصهيوني، ما يهدّد بتحويلها إلى أراضٍ شبه محتلة بحكم الأمر الواقع.
منذ عملية طوفان الأقصى قبل سنتين، لم يحصد كثيرون في كفرشوبا زيتونهم، كما يفعلون في كلّ موسم، بسبب الخوف من إطلاق النار المباشر عند الاقتراب من الكروم في المناطق الحدودية، بحسب الأستاذ المتقاعد خليل قصب من كفرشوبا، الذي خسر 200 شجرة زيتون يملكها في عمليات جرف طالت مئات أشجار الزيتون المعمرة في منطقة عذرايين.
وفي حلتا، حيث يعتمد الكثير من الأهالي على زراعة الزعتر كمورد رزق موسمي، حالت قيود كيان الاحتلال دون الوصول إلى حقول الزعتر في المناطق المحظورة.
ولا تطال قيود الكيان الإسرائيلي حركة المزراعين فحسب، إذ نال مربو الماشية نصيبهم أيضاً من قطع الطريق إلى مناطق واسعة كانت تُستخدم للرعي، مثل منطقة شنوح التي باتت خارج المتناول.
إضافة إلى ذلك، فقد عشرات مربي النحل مصدر رزقهم بسبب منعهم من الوصول إلى المناحل.
ولا يزال العدو الاسرائيلي حتى اللحظة يواصل توسعه وقضم المزيد من الأراضي الجنوبية، آخرها في خراج بلدة شبعا ومنطقة بركة النقار والسدانة، وبسطرة تحديداً، حيث، وبعد القصف المباشر على السكان، ألقى مناشير وخرائط تضم قسماً كبيراً من أراضي بلدة شبعا، وتحذر المواطنين من الاقتراب منها.
واشارت صحيفة "الاخبار" ان صمت الحكومة اللبنانية بشأن مصير أهل الجنوب أثار غضب هيئة أبناء العرقوب التي استنكرت، في بيان سابق , عدم تحرك الحكومة وسكوتها على ما قامت وتقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي في المناطق الجنوبية الحدودية من عملية قضم واحتلال لمزيد من الأراضي اللبنانية.