الثبات ـ لبنان
أكّد المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، في بيان أصدره الثلاثاء 19 آب/أغسطس 2025 ووجّهه إلى البطريرك الماروني بشارة الراعي، أنّ "السيادة مع ورقة التنازل السيادي ليست إلّا بضاعةً بخسة في سوق البيع والشراء"، مشدّدًا على أنّ "الحكومة حكومة بمقدار حماية السيادة اللبنانية لا بيعها أو التبرّع بها"، جازمًا بأنّه "لن يكون سلام أبدًا مع قتلة الأنبياء وخونة الشعوب ومحتلّي الأوطان".
وخاطب المفتي قبلان البطريرك الراعي قائلًا: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لأنّ السلام ذخيرة الأنبياء، ولأنّ الألفة ومخاصمة الظالم دين الأولياء، ولأنّ صخرة الكنيسة والمسجد لا تقوم إلّا بنصرة المظلوم وإعانة المحروم وإغاثة المعذَّب ومقارعة الظالم والفاسد والطاغية والجبار مثل "إسرائيل" وحلفها ومشروعها الإرهابي وتاريخها الغارق بعذابات المسيح والمسيحيين، ومن دون ذلك تبطل الكنيسة والمسجد".
وواصل الشيخ قبلان مخاطبًا البطريرك الراعي: "لشريكي في الوطن الذي يزيد من عذابات شريكه بالوطن أقول: سلاح حزب الله سلاح حركة أمل، وسلاح حزب الله وحركة أمل سلاح الله، ولا توجد قوّة على الأرض تستطيع نزعه، ومن دون ذلك أنفسنا ووجودنا وكل إمكاناتنا التي تتوثّب دفاعًا عن هذا اللبنان، ونحن قوّة خصّها الله بالتضحيات التاريخية والانتصارات الوطنية برغم طعن الأقربين".
اقرأ ايضا.. باسيل: المتباهون بتسليم سلاح حزب الله أو نزعه يريدون الحرب الداخلية
وأضاف: "إذا كان للبنان الحديث فدية وقربان تاريخي، فهو ما قدّمته حركة أمل وحزب الله وسائر القوى المقاومة التي هزمت "إسرائيل" وانتزعت الدولة اللبنانية ومؤسّساتها وقطاعاتها المختلفة من بين أنياب "إسرائيل" يوم احتلّته وفرّغته من كلّ وطنية". وتابع: "إخفاء الحقيقة ممكن إلّا عن الله، والثأر الكيفي ليس منطق الكنيسة والمسجد، والإجماع الحاسم من قلّة شكلية لا شأن لها بالوطنية على تنفيذ قرار نزع سلاح المقاومة قرار مجنون وفارغ ورخيص، وقيمته من قيمة الحبر الفاسد الذي كُتب به، ولا قرار أشدّ خيانة لهذا البلد وتاريخه وسيادته من هذا القرار الذي يخدم أكبر مصالح الكيان الصهيوني، ووزنه الوطني صفر".
وتابع قائلًا: "لن نسمح للصهيونية أن تعيد احتلال لبنان، ودون ذلك ثقتنا بالله وبهذا الشعب العزيز وجيشه الوطني ومقاومته الكبيرة التي تنتظر لحظات التضحيات الكبرى، وإذا كان بهذا البلد طائفة تتلهّف لبذل دمائها وزهرة شبابها وعظيم إمكاناتها في سبيل هذا الوطن العزيز فهي الطائفة الشيعية، بل طائفة المقاومة بكل أطيافها ووجوهها".
واعتبر أنّ "السيادة مع ورقة التنازل السيادي ليست إلّا بضاعةً بخسة في سوق البيع والشراء، ولا سلطة لباعة الوطن، ولا شرعية فوق سيادة ومصالح لبنان، واللحظة للدفاع عن لبنان، ومن استعاد لبنان منذ نصف قرن لن يقبل لهذا البلد بالسقوط بيد الصهاينة مجدّدًا".
اقرأ ايضا.. مزاعم جوزيف عون: عدم الموافقة على "الورقة الأمريكية" تعني عزلة لبنان
كما شدّد على أنّ "الحكومة حكومة بمقدار حماية السيادة اللبنانية لا بيعها أو التبرّع بها أو تهريبها من وراء ستار، والشرعية شرعية بمقدار كينونة لبنان وعمادة سيادته وعهدة مصالحه بعيدًا عن خيانة الأوطان، وحرب الإسناد نسخة طبق الأصل عن خدمة المسيح للمظلومين والمضطهدين ووصية أولى بكل عهود الأنبياء والأولياء ووثائق الأمم والشعوب".
وإذ جزم المفتي قبلان بأنّه "لن يكون سلام أبدًا مع قتلة الأنبياء وخونة الشعوب ومحتلّي الأوطان"، نبّه إلى أنّ "طموح "رئيس حكومة الاحتلال بنيامين" نتنياهو بـ"إسرائيل الكبرى" لو تمّ، كان سيتم فوق ركام من جثث المسيحيين والمسلمين وخراب أوطانهم".