الثبات ـ لبنان
انطلقت الاستشارات النيابية غير الملزمة التي يجريها رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، اليوم الأربعاء، في مجلس النواب، بمناخ سلبي من دون مشاركة رئيس مجلس النواب نبيه بري، والثنائي الشيعي الذي اعتبر أن تكليف سلام، جاء بعد انقلاب واضح على تفاهمات معيّنة، وأن الحكومة المكلفة مخالفة للدستور.
وفي حين يجري سلام استشاراته النيابية، قالت مصادر في الثنائي لموقع «الأخبار»، إن «الأمور ليست مقفلة ولكن الأسلوب الذي حدث فيه الانقلاب على التفاهمات، خلق مشكلة ثقة فُقدت، ومن الصعب إعادة ترميمها»، وأشارت المصادر، إلى أن «هذا الانقلاب يرفع كلفة المطالب بالنسبة إلى الثنائي مقابل المشاركة في الحكومة».
وتشير الأجواء السائدة اليوم إلى توجّهَين، الأول مشاركة الثنائي في الحكومة بعد تصحيح الخلل الذي رافق عملية التكليف، والثاني يتّخذ قراراً بعدم المشاركة ويذهب نحو المعارضة، ما يضع العهد الجديد في بدايته، في مشكلة حكومة غير ميثاقية.
وتضيف المصادر أن الثنائي غير مستعد لتقديم أي تنازلات، مع تأكيد الحصول على ضمانات جدية تتصل بمشاركته الحقيقية في الحكومة.
رئيسي الجمهورية ومجلس النواب في قصر بعبدا (أ ف ب)
وتعد هذه الاستشارات في غياب مكوّن أساسي لبناني غير ناجحة، ووفقاً لمصادر «الأخبار»، فإن الاتصالات مع الثنائي قائمة ومكثفة للتوصل إلى تفاهمات وفي محاولة لتبريد الأجواء، ولعدم مقاطعة مشاورات تأليف الحكومة.
وتمنّت بعض الكتل النيابية على الثنائي التعاون في إصلاح البلد وبناء الدولة، بينما أصرّ رئيس الحكومة المكلّف على التفاهم مع كل الأطراف للوصول إلى حلول تنقذ العهد، وأبدى استعداده للحوار مع الجميع رافضاً الحديث عن إقصاء أيّ أحد.
في هذه الأجواء، كان لافتاً تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري في تصريح مقتضب لصحيفة «الشرق الأوسط» أنّ «الأمور ليست سلبية للغاية»، ممتنعاً في الوقت عينه من تحديد الخطوات التي سيقوم بها.