الثبات ـ لبنان
من عكار، بدأ الأمين العام لتيار المستقبل، أحمد الحريري، جولاته لاستنهاض الشارع تحضيراً لإحياء الذكرى العشرين لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط، والتي تأتي هذا العام في ظل تغيرات إقليمية أعطت للمناسبة «رمزية» خاصة.
الإطلالة الشعبية الأولى، بعد ثلاثة أعوام على قرار الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي في كانون الثاني 2022، جاءت بمثابة «تجديد البيعة» للرئيس السابق. إذ لبّى حشد من الفاعليات السياسية والدينية والاجتماعية دعوة نجل رئيس بلدية عرقا السابق أحمد حدارة الى الغداء في منزله في عرقا. وشهد اللقاء إطلاق مواقف سياسية على لسان الحريري ورئيس دائرة الأوقاف الإسلامية الشيخ مالك جديدة (ألقى كلمة مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا الذي غاب بداعي السفر) وأمين سر مفتي الجمهورية الشيخ خلدون عريمط. وترك اللقاء أكثر من انطباع، من بينها:
أولاً، أن عكار لا تزال «خزاناً» رئيسياً لتيار المستقبل وجاهزة دائماً لاحتضانه عند أي استحقاق.
ثانياً، يعتقد الحريريون أن الفرصة باتت أكبر لعودة زعيمهم عن قرار تعليق العمل السياسي في ظل المتغيرات على الساحتين الإقليمية والمحلية.
ثالثاً: يطمح الحريريون إلى أن تكون إطلالة الرئيس الحريري في 14 شباط أكثر من مجرد وقفة رمزية، وفرصة لإطلاق مرحلة جديدة في الساحة السياسية التي تشهد فراغاً في القيادة السنية بعد غياب الحريري وتشرذم أصوات السنّة. وفي هذا السياق، «غازل» المتحدثون الدول العربية، وتحديداً السعودية والإمارات العربية المتحدة، أملاً برفع الحرم عن عودة الحريري.
يعتقد الحريريون أن الفرصة باتت أكبر لعودة زعيمهم في ظل المتغيّرات الإقليمية والمحلية
وأعلن الأمين العام لتيار المستقبل في كلمته «رفع رايات النصر على نظام مجرم استبدّ بالجميع، وجعل سوريا العربية شوكة في خاصرة لبنان والعرب». ودعا بالتوفيق لـ«القائد العام أحمد الشرع لنقل سوريا من حكم العصابة الى حكم الشرعية». وأكد «التمسك بـ«الثوابت الوطنية والعربية»، مشيراً إلى أن «المملكة العربية السعودية تمثل عروبتنا الحضارية ورؤية وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، كما تمثّلنا دولة الإمارات العربية المتحدة». وشدّد على أن اتفاق الطائف «كان وسيبقى الخيمة التي تجمع كل اللبنانيين وتبني لبنان الجديد، وليكن شعار المرحلة المقبلة الدستور والطائف أولاً»، مؤكداً أن «لبنان بحاجة اليوم لدعم الأشقاء العرب ويتطلّع لدعمهم ومساعدتهم ليخرج من جهنم التي أوصلوا البلد إليها بسبب السياسات الخاطئة والرهانات الخاسرة». وطالب الكتل النيابية، وتحديداً كتلة «الاعتدال الوطني»، بـ«إنصاف الموقوفين الإسلاميين بقانون عفو». وختم بأن «الكلمة الفصل ستكون للرئيس سعد الحريري، وكل شي بوقته حلو، ونقول لكل من توهّم بأن التيار انتهى: أنتم انتهيتم، ونحن نبدأ من جديد، والحريرية الوطنية تولد من جديد وبشكل أقوى».
فتح معركة الانتخابات النيابية
اقتصار زيارة الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري إلى عكار على دارة المهندس أحمد حدارة، من دون أن تشمل زيارة النائب وليد البعريني أثارت امتعاض الأخير الذي هاجم الحريري من دون أن يسمّيه، وصرّح قبل الزيارة بأنه «مخطئ من يظن أن عكار سهلة وأن هناك زعيماً عليها»، مؤكداً رفض «الإملاءات». وتابع: «وحده الشيخ سعد يمون بمسألة تركيب اللوائح في عكار وله مكانة محفوظة»، بما يوحي وكأن أحمد الحريري يعمل من تلقاء نفسه أو أنه مسؤول عن تيار أو فريق سياسي آخر، علماً أن البعريني فاز بالمقعد النيابي عام 2018 ضمن لائحة الحريري وحصد حينها 22 ألف صوت، بينما تراجعت شعبيته الى ما دون النصف عام 2022 حين زاحمه مرشح التغيير محمد بدرا على المقعد حاصداً 9800 صوت. تصريح البعريني فتح المعركة الانتخابية باكراً حول المقاعد السنية الثلاثة في عكار.