الثبات ـ لبنان
يتردّد أنّ جهات عربيّة تدخّلت لمنع تنفيذ فكرة أرادها بعض المشايخ اللبنانيين بأن ينتقل مفتي سوريا الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي، الذي انتخبته المعارضة السورية قبل
سنوات، من تركيا إلى لبنان، حيث يرافقه وفد من العلماء إلى دمشق لتسلّم منصبه. فيما أعلن الرفاعي اعتذاره منذ أيّام، عن التأخير الحاصل في عمليّة انتقاله إلى سوريا «بسبب
وضعه الصحي».
في المقابل، يشير بعض المحسوبين على دار الفتوى إلى انقسامٍ حاصل في «عائشة بكّار» بين جناحٍ يؤيّد تريّث مفتي الجمهوريّة في التعاطي مع الملف السوري بعد تسلّم
«هيئة تحرير الشام» الحُكم وذلك نتيجة عدم وضوح الموقف الخليجي وتحديداً السعودي، وبين جناح يقف في صف زيارة أمين الفتوى، الشيخ أمين الكردي إلى سوريا احتفالاً
بسقوط النظام. ويرى مقرّبون من دريان أن الكردي يحاول سحب البساط من تحت دريان، ولا سيما أنه كان قد رفع السقف عالياً في ملف قضيّة الموقوفين الإسلاميين، ليصل
إلى حدّ تحذيره أركان الدولة من مغبّة المماطلة في حل هذه القضيّة. ورأى البعض أنّ هذا الموقف حوّل الكردي إلى «نجمٍ» في الشارع السني، أظهر دريان كأنه غير مهتم
بالملف، علماً أنّ مفتي الجمهورية أجرى سلسلة لقاءات واتصالات مع المعنيين من أجل إيجاد حل لهذا الملف بغية إقفاله، وعدم السّماح لبعض الجهات بالاستثمار به.
وبينما يلفت البعض إلى تدخّلات من سفارات عربيّة لمنع دريان من زيارة دمشق، فإن المقرّبين من المفتي ينفون أن تكون الفكرة قد جرى البحث بها أصلاً، وإنّما تمحور الاتصال
الذي أجراه الرافعي بدريان حول إبلاغ الأخير بأمر زيارة وفد «علماء المسلمين» إلى دمشق ولقاء القائد العام للإدارة السوريّة الجديد أحمد الشرع، وأخذ مباركته في ذلك.