عودة فوضوية إلى سوريا... وهجرة عكسية منها

الثلاثاء 17 كانون الأول , 2024 09:02 توقيت بيروت عــربـي

الثبات ـ عربي

استأنفت المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان والأردن عملها لتسهيل مغادرة الراغبين في الخروج عبر معبرَي المصنع من الجهة اللبنانية، وجابر - نصيب من الجهة الأردنية. وكجزء من الإجراءات التي اتّخذتها المملكة خشية تسرُّب بعض عناصر الفصائل المسلّحة إلى أراضيها، سارعت إلى إغلاق معبر جابر الحدودي، لكنها سمحت لاحقاً للسوريين الموجودين على أراضيها بالمغادرة عبر معبر نصيب، ما مكّن عشرات الأُسر من العودة إلى سوريا، بعضهم بسياراتهم الخاصة التي تحمل لوحات سورية، وآخرون بسيارات أردنية وصلت إلى آخر نقطة في معبر جابر، قبل الانتقال إلى سيارات أخرى على الجانب الثاني من الحدود. وحصلت العائلات على ختم من الجهة الأردنية، فيما لم يتمّ تسجيل حركة الدخول على الجهة السورية بسبب عدم وجود أيّ موظفين، واكتفاء الفصائل الموجودة عند المعبر بتسجيل أسماء العائدين.
أمّا السوريون الذين قدموا عبر مطار رفيق الحريري في بيروت، فمُنحوا 24 ساعة فقط على الأراضي اللبنانية لاتّخاذ قرارهم بالدخول إلى سوريا أو العودة من حيث جاؤوا، فيما لم تنفع «البطاقة النقابية» السورية لأحد المسافرين، في منحه 14 يوماً كما جرت عليه العادة. وسرعان ما صدر تعميم إلى جميع شركات الطيران بوقف العمل بمنح إقامات دخول الرعايا السوريين الذين يحملون الصفات التالية: زيارة عمل، موظف قطاع عام، رجل دين، دراسة، مراجعة سفارة أجنبية، نقابات مهنية، اتحاد غرف السياحة السورية، واقتصار موافقات الدخول عبر المطار على المرور في اتجاه سوريا خلال 24 ساعة، ولحاملي الإقامات الأجنبية أو بطاقات طيران محدَّدة التاريخ.

مُنح السوريون القادمون عبر مطار بيروت 24 ساعة فقط لاتّخاذ قرارهم بالدخول إلى سوريا أو العودة من حيث ما جاؤوا


أمّا عند معبر المصنع بين سوريا ولبنان، والذي شهد عمليات إغلاق وفتح متقطّعة أخيراً، بسبب استهدافه من قبل العدو الإسرائيلي، فثمّة ازدحام كبير، نظراً إلى الأعداد الكبيرة من العائلات السورية واللبنانية الراغبة في الخروج من سوريا في اتجاه الأراضي اللبنانية للإقامة فيها أو للمرور عبرها إلى دول أخرى، فيما كانت الحركة أقلّ ازدحاماً وأسهل على الجانب السوري، حيث لم يتم حتى تسجيل أو توقيف أيّ سيارة تدخل إلى البلاد. وفي تصريح إلى «الأخبار»، قال حسين، وهو والد لأربعة أطفال من إحدى قرى ريف إدلب: «تركنالكم ياها تتهنّوا فيها»، وذلك ردّاً على سؤال حول سبب قدومه مع عائلته إلى لبنان.
وبدا لافتاً وجود عدد كبير من الأجانب بين الوافدين من دمشق إلى نقطة المصنع الحدودية، علماً أن بعضهم من فرق المنظمات الإنسانية العاملة في سوريا، أو من العائلات الأجنبية المقيمة هناك منذ أكثر من 30 عاماً. وفي المقابل؛ دفع الضغط الكبير الذي شهده «المصنع»، الكثير من الناس إلى استقلال الممرّات الترابية غير الشرعية بين البلدين، خاصة في ظلّ إغلاق جميع المعابر الأخرى بسبب الاعتداءات الإسرائيلية. على أنه لا يمكن الحصول على أرقام رسمية حول أعداد العائدين أو الداخلين من وإلى سوريا منذ سيطرة «هيئة تحرير الشام» والفصائل الأخرى على معظم المحافظات السورية، بسبب غياب أيّ سلطات رسمية سورية على المعابر الحدودية، ودخول السوريين ووسائل الإعلام الأجنبية من مناطق مختلفة، بعدما سمحت السلطات التركية لوسائل إعلام مختلفة بالدخول، بالتنسيق مع الفصائل الموالية لها.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل