الثبات ـ لبنان
لم تعد انتهاكات العدو لاتفاق وقف إطلاق النار أمراً يشغل بال الجهات السياسية والأمنية. فمع التطورات الدراماتيكية في سوريا، ووصول جيش العدو الإسرائيلي إلى أراضٍ سورية لم يدخلها منذ توقيع اتفاق 1974، فُتِح باب الأسئلة حول معنى احتلال إسرائيل لقمة جبل الشيخ الذي ينتهي سفحه داخل الحدود اللبنانية، وكيف سيؤثّر ذلك على لبنان بالمعنى الاستراتيجي. وعلمت «الأخبار» أن هذا الموضوع أصبحَ مادة أساسية على طاولة البحث ولا سيما لدى قيادة الجيش التي تعتبر وفقَ المعطيات المتوافرة بين يديها أن «هذا الواقع سيكون ضاغطاً على لبنان أكثر من الوضع جنوباً». وتقول مصادر أمنية إن «لبنان يستطيع إلزام العدو في الجنوب بناءً على وجود قرار ترعاه واشنطن، لكن ذلك غير وارد على الحدود الأخرى، وبعد احتلال العدو بلدة قطنا في سوريا، فقد أصبحت قواته مشرفة على كل منطقة البقاع الغربي وامتداداتها، ما سيتسبب بوجع رأس للبنان».
في هذه الأثناء، وصلت طلائع الجيش اللبناني مساء أمس إلى معتقل الخيام ومبنى البلدية في أطراف الخيام الجنوبية تنفيذاً لخطة انتشاره في البلدة بعد انسحاب العدو الإسرائيلي.
غارات اسرائيلية على البيسارية والزرارية وتفجير منازل بين يارون وبنت جبيل
ويقوم فوج الهندسة بمسح الطريق الرئيسية من جبلي والجلاحية شمالاً وصولاً إلى المعتقل جنوباً. ومن المنتظر أن يبدأ الجيش اليوم الانتشار في الأحياء الداخلية ومسح المنازل والمحالّ والمستودعات من الذخائر. لكنّ الخطوة المنتظرة الآن من الأهالي، تتركّز على مباشرة الجيش انتشال جثامين الشهداء المقاومين الذين لا يزالون تحت الركام وفي الأحراج. وقد مضى على وجودهم في العراء حوالي ثلاثة أشهر. وعلمت «الأخبار» أن «الجيش سيتولى المهمة بمعاونة الصليب الأحمر اللبناني من دون إشراك حزب الله أو هيئات إسعاف محلية أخرى». وتولّت الطبابة العسكرية سحب جثمان الشهيد مصطفى عواضة الذي قضى أولَ أمس بغارة من مُسيّرة في ساحة الخيام ولم يسمح العدو بسحبها في حينه. فيما انتشل عناصر الصليب الأحمر اللبناني جثمان الشهيدة أميرة التنوخي التي كانت لا تزال في سيارة الإسعاف في جبانة الميدان منذ الأيام الأولى لوقف إطلاق النار. التنوخي التي استشهدت قبل أسابيع بغارة استهدفت منزلها في الشياح، نقلها أقرباؤها إلى الخيام لدفنها بالتنسيق مع الجيش واليونيفل. لكنّ جنود العدو الإسرائيلي داهموا الجبانة وداسوا بالدبابات على سياراتهم وأطلقوا الرشقات النارية على سيارة الإسعاف التي تقلّ النعش، ما دفع بأقرباء التنوخي إلى الهرب وترك الجثمان. وتمّ تشييع التنوخي وعواضة كوديعتين في بلدة دبين المجاورة بعد رفض العدو الإسرائيلي دفنهما في الخيام. ومعهما شُيّع الشقيقان المقاومان علي وأمين خشيش كوديعتين في دبين أيضاً.
وفرض الجيش اللبناني إجراءات مشدّدة عند مداخل الخيام لمنع المواطنين من الدخول بعد أن قامت مُسيّرة معادية باستهداف شبان تسلّلوا إلى الساحة. كما عاد الجيش إلى مركزه في عين عرب بعد انسحاب العدو من وطى الخيام وعين عرب باتجاه الوزاني. أما العدو فاستكمل اعتداءاته اليومية جواً وبراً. وأغار فجر أمس، على الناقورة، كما أغار بعد الظهر على أطراف البيسارية والزرارية وجبال البطم. ونفّذ مساء سلسلة تفجيرات ضخمة لمنازل تقع بين يارون وبنت جبيل.