أكبر حملة تهجير منذ 5 سنوات: «تغريبة حلبية» إلى مناطق «قسد»

الخميس 05 كانون الأول , 2024 11:41 توقيت بيروت عــربـي

الثبات ـ عربي

الحسكة | واصل أهالي منطقة تل رفعت وأريافها في ريف حلب الشمالي، نزوحهم القسري من قراهم وبلداتهم في اتجاه مناطق سيطرة «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد)، بعد سيطرة الفصائل المسلّحة على مناطقهم ضمن ما سمّي عملية «فجر الحرية». يأتي ذلك في وقت ترفض فيه قوات «قسد» الخروج من حيَّي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، من دون وجود اتفاق مؤكد مع «هيئة تحرير الشام»، التي اكتفت بتقديم «تطمينات» لأهالي الحيّين و«الإدارة الذاتية». وقد وافقت «قسد»، قبل ثلاثة أيام، على الخروج من منطقة تل رفعت وأريافها بأسلحتها، مع طلب إخلاء المنطقة من أهلها حفاظاً عليهم من انتهاكات المسلحين، وخوفاً من تكرار سيناريو عفرين، التي شهدت انتهاكات جماعية بحقّ أهلها بعد دخول المسلحين إليها عام 2018.
وعلى إثر ذلك، وصلت إلى معبر الطبقة الفاصل بين مناطق سيطرة الحكومة السورية ومناطق «قسد» عشرات الآليات والحافلات والشاحنات التي حملت أهالي قرى ريف حلب الشمالي، بمن فيهم أعداد من أهالي نبل والزهراء، في أكبر عملية تهجير جماعية منذ عمليتَي «غصن الزيتون» و«نبع السلام» التركيتين في كلّ من عفرين ورأس العين وتل أبيض. واستقبلت مدينة الرقة العدد الأكبر من النازحين، مع فتح مراكز إيواء في أكثر من 50 مدرسة، بالإضافة إلى المدينة الرياضية، واستضافة المجتمع المحلي عدداً من الأسر، وسط مبادرات أهلية وشعبية لتقديم ما أمكن من خدمات لهم. كما استقبلت مدن الحسكة والطبقة والدرباسية وعامودا عدداً من الأسر المهجّرة في مراكز إيواء فُتحت لهم في مخيمات أو داخل المدارس، في ظل دعوات أهلية وشعبية وعشائرية إلى التدخّل وتلبية ما أمكن من احتياجات تلك الأسر.

رفضت «قسد» وعائلات حيَّي الشيخ مقصود والأشرفية تطمينات «تحرير الشام»

وأكد عدد ممن وصلوا حديثاً من تل رفعت، في أحاديث إلى «الأخبار»، أن «النزوح شبه الجماعي للأهالي سببه الخشية من انتهاكات قد يرتكبها المسلحون بحقّهم وحق أطفالهم»، واصفين رحلة النزوح بأنها «ساعات مروّعة اضطر فيها الأهالي إلى تحمّل ظروف جوية وأمنية قاسية حتى وصلوا إلى الطبقة». وأفاد الواصلون بأن «عدداً من الأشخاص لقوا حتفهم أثناء رحلة النزوح، ومن بينهم رجل مسنّ وطفل رضيع، بسبب البرد القارس والجوع»، مضيفين أن «المعلومات الواردة من تل رفعت لا تبشّر بالخير، في ظل الحديث عن انتهاكات وسرقات طاولت الممتلكات والأشخاص الذين اختاروا البقاء في المنطقة». ووصف هؤلاء ما حصل بأنه أشبه بـ«التغريبة الحلبية التي لم يكن أحد يتوقّعها حتى في الأحلام»، مؤكدين أن «الأمل معقود على أن لا تطول التغربية وأن يكون هناك تحرّك دولي وإقليمي لإنهاء هجمات الجماعات المسلحة، وأن يستطيع الجيش السوري إعادة الأمان إلى تلك المناطق».
بدورها، قالت مصادر مقربة من «الإدارة الذاتية» إن «أكثر من 100 ألف من أهالي تل رفعت ومحيطها ونبل والزهراء وصلوا إلى مناطق سيطرة الإدارة»، مشيرة إلى أن الأخيرة «قرّرت إيقاف العملية التعليمية في كل من الرقة والطبقة بهدف استيعاب الأعداد الهائلة من الأهالي في المدارس بعد تجهيزها كمراكز إيواء». وتوقّعت المصادر أن «تصل إلى المنطقة دفعات إضافية قد تتجاوز الـ 50 ألفاً آخرين، في محاولة للنجاة من انتهاكات الجماعات المسلحة وتجاوزاتها»، مطالبة «كل الجهات المهتمّة بالشأن الإنساني بالتدخّل لتلبية احتياجات الأهالي».
ووجّهت ممثلية «الذاتية» في أوروبا نداءَ استغاثة عاجلاً للسوريين في أوروبا، «للإسهام في حملة الدعم والمساندة التي أطلقناها من أجل تخفيف معاناة النازحين وتأمين متطلباتهم الأساسية، وذلك عبر تقديم كل أشكال الدعم المالي والمعنوي لهم». وأكد الرئيس المشترك لمكتب المخيمات والنازحين في هيئة الشؤون الاجتماعية في «الإدارة الذاتية»، شيخموس أحمد، بدوره، أن «أعداد المهجرين التي وصلت إلى المنطقة تفوق إمكانات الإدارة»، مطالباً «المنظمات الدولية بالتدخّل والمساعدة وتقديم الدعم لهذه العائلات».


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل