الثبات ـ دولي
أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ "الصراع داخل إسرائيل حول مستقبلها سوف يبدأ من جديد"، منذ اللحظة التي تنتهي فيها حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، مشيرةً إلى أنّ رئيس حكومة الاحتلال، وشركاءه في الائتلاف اليميني، "يعرفون ذلك".
وفي إشارة إلى استغلال نتنياهو الحرب على غزة من أجل البقاء في السلطة، وتجنّب تجدّد الصراع بعد انتهائها، رجّحت الصحيفة أن يكون إدراك نتنياهو وشركائه لما سيلي الحرب على صعيد الداخل الإسرائيلي، "جزئياً، السببَ الذي دفعهم إلى تحديد الهدف غير الممكن تحقيقه"، المتمثّل في "النصر الكامل"، والذي يتطلّب "تدمير حركة حماس"، على أنّه الهدف النهائي للحرب.
ورأت الصحيفة أنّ معرفة نتنياهو وحلفائه ما ينتظر "إسرائيل" بعد الحرب يفسّر أيضاً رفضهم، حتى الآن، أي اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة، وإعادة نحو 100 أسير موجودين حالياً لدى المقاومة الفلسطينية.
وفي هذا الإطار، أوضحت "نيويورك تايمز" أنّ الحرب على غزة أدّت إلى "تجميد النظام السياسي المنقسم في إسرائيل"، التي شهدت على مدى أشهر قبل الحرب انقساماً غير مسبوق بشأن التعديلات القضائية التي كان نتنياهو مصراً على إقرارها، ما دفع إلى التحذير من اندلاع "حرب أهلية"، مضيفةً أنّه "تم تعليق المناقشات التي كانت شرسةً إلى حدٍّ كبير".
وأضافت الصحيفة، في السياق نفسه، أنّ "غانتس وحزبه مُنعا من مغادرة الحكومة، في حين تمكّن نتنياهو من تجنّب جولةٍ جديدة من الانتخابات".
إلى جانب ذلك، ذكرت الصحيفة أنّ المستقبل السياسي لنتنياهو بدا قاتماً في الأسابيع التي تلت الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حيث حطّم هجوم المقاومة الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية إرث رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي تفاخر بأنّ الـ15 عاماً التي قضاها في السلطة كانت "الأكثر أمناً لإسرائيل"، كما أوردت الصحيفة.
وتابعت بأنّ نتنياهو، الذي وصف نفسه بـ"سيد الأمن" وقال إنّه يأمل أن يتذكّره الناس على أنّه "حامي إسرائيل"، هو المسؤول عن "اليوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل".
وأمام كل ذلك، وبينما لا يزال نتنياهو في السلطة، خلصت "نيويورك تايمز" إلى أنّ "المناقشات الجوهرية غير المستقرّة بشأن الشخصية التي ستخلفه لا يمكن تأجيلها إلى الأبد".
يُذكر أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود باراك، تحدّث في السياق نفسه، أمس الثلاثاء، مؤكداً أنّ الوضع الأدائي الذي تدهور إليه نتنياهو تدريجياً منذ تسلّم السلطة، خلال جائحة كورونا والجولات الانتخابية وخطة التعديلات القضائية والحرب، "أفقده التوازن، بحيث فشل فشلاً ذريعاً في إدارة الحكومة والحرب".
ورداً على الذين يؤيدون إكمال حكومة نتنياهو ولايتها، أوضح باراك أنّ الظرف غير عادي، وأنّ الحرب التي تشير إلى أخطر حادث منذ تأسيس "إسرائيل"، والمرشحة للتوسع إلى حرب إقليمية، صاحبتها هزة سياسية أدائية وبشرية غير مسبوقة، وسبقها صراع عاصف على هوية "إسرائيل".
كما أكد أنّ المطالبة بانتخابات فورية لا تهدف إلى معاقبة المسؤولين عن إخفاقات 7 أكتوبر والإدارة الاستراتيجية الفاشلة خلال أشهر الحرب، "بل هي مطلب للمستقبل"، مشدداً على أنّ أمام "إسرائيل" امتحانات قتال أصعب بكثير مما عرفته، ومفاوضات ودبلوماسية معقّدة جداً، وتحديات ترميم الردع مقابل أعدائها، وتجديد القوة المحاربة، وهي أمور "لن تستطيع القيادة الحالية القيام بها، كونها فشلت أصلاً".