الثبات ـ دولي
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، اليوم السبت، بأنّ دعم ألمانيا لـ"إسرائيل" أصبح في مكانٍ مُحرج، وبشكلٍ متزايد، بعد أن كانت من البلدان الأوروبية الأولى التي أيّدت العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وقالت الصحيفة إنّ ألمانيا تعتبر ثاني أكبر مورد للأسلحة إلى "إسرائيل"، ولكن مع تزايد الغضب الدولي إزاء حصيلة الشهداء، بدأ المسؤولون الألمان يتساءلون عما إذا كان دعم بلادهم لـ "إسرائيل" قد ذهب إلى أبعد من اللازم.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ التغيير في الموقف الألماني أصبح ملموساً في غضون أسابيع. وهذا الأسبوع، قالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إنّها سترسل وفداً إلى "إسرائيل" لأنّ بلادها، باعتبارها دولة موقعة على اتفاقيات جنيف، "ملزمة بتذكير جميع الأطراف بواجبهم في الالتزام بالقانون الإنساني الدولي".
وخلال زيارتها، وصفت بيربوك أيضاً الوضع في غزة بأنّه "جحيم"، وأصرّت على عدم شنّ عملية إسرائيلية كبيرة على رفح.
والأسبوع الماضي، وقف المستشار الألماني، أولاف شولتس مرّةً أخرى إلى جانب نتنياهو في "تل أبيب"، وتحدّث بلهجة مختلفة. وتساءل شولتس: "بغض النظر عن مدى أهمية هدف الحرب الإسرائيلية، فهل يمكن أن نبرر مثل هذه التكاليف الباهظة للغاية؟".
وقد حاولت برلين، مثل واشنطن، تقديم نفسها كصديق مُهتم، عازماً على ضمان أمن "إسرائيل" على المدى الطويل، من خلال عدم السماح لها بالذهاب إلى أبعد من ذلك، مما يجعلها تفقد المزيد من الدعم الدولي. لكن المخاطر كبيرة بالنسبة لألمانيا أيضاً، وفق "نيويورك تايمز".
وتحتاج ألمانيا إلى الحفاظ على علاقاتٍ ودّية في جميع أنحاء العالم، لتحقيق مصالحها الخاصة، سواء كانت صفقات مع مصر للحد من الهجرة، أو للحصول على الدعم لإجراءات دعم أوكرانيا ضد روسيا.
وتُظهر استطلاعات الرأي التي أجرتها المحطات الإذاعية العامة في ألمانيا، الأسابيع الأخيرة، أنّ ما يقرب من 70% من الألمان الذين شملهم الاستطلاع، يشعرون بأنّ استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة ليس مبرراً.
وفي ردٍ مكتوب على سؤال من النائبة سيفيم داجدلين، حول ما إذا كانت ألمانيا ستوقف شحنات الأسلحة، قالت الحكومة إنّها ستنظر في ذلك على أساس "كل حالة على حدة".
واليوم، تحدّثت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن "بدء فقدان ألمانيا صبرها" على خلفية ما يحصل في غزّة، وأنهّا تعتبر دعم "إسرائيل" لم يعد "شيكاً على بياض لنتنياهو".