الثبات ـ دولي
ناضلت جنوب إفريقيا لسنوات ضد العنصرية والفصل العنصري وحق الإنسان في المساواة.. نضالها ألهم شعوب العالم الساعية خلف حريتها واستقلالها.. كما مثّلت هذه القيم نبراساً لشعوب العالم وتركت أثرها كذلك في السياسة الخارجية لجنوب إفريقيا، لتصبح من محدداتها القيمية في التعامل مع الدول والشعوب.
وعبرت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، ناليدي باندور، على هامش مشاركتها في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، الذي اختُتمت فعالياته امس الأحد..عبَّرت الوزيرة في حديث صحفي عن أسفها البالغ لعدم تمكنها من الوجود في غزة وحماية نسائها وأطفالها من القتل.
وقالت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا بحسب " TRT عربي": "إنني أشعر بالخجل لأنني لست في غزة اليوم، ولأنني لا أستطيع حماية الأطفال والنساء.. أتمنى لو أستطيع.. أتمنى أن يتمكن مزيد منا من الذهاب إلى غزة والوقوف لحماية الشعب الفلسطيني.. هذا هو ما يستحقونه، لقد ظلوا يكافحون طويلاً، وكنا غائبين عن مساعدتهم.".
واضافت "أشعر بهذا التهديد على الأشخاص الذين لجؤوا إلى غزة في رفح، وأعتقد أن العالم يجب أن يقف ويقول إننا سنحمي الشعب الفلسطيني، ويجب عليه إرسال قوة سلام إلى هناك من أجل إنقاذ حياة هذا الشعب..إذا لم نفعل، فإني أرى كارثة أسوأ مما وقع، فالكرة الآن في ملعب الأقوياء الذين يجب أن يمنعوا إسرائيل".
وجددت باندور تأكيد موقف بلادها ضرورة العمل على وقف عاجل للحرب في غزة، وأدانت المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين خلال محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية، بما عُرفت بـ"مجزرة الطحين".
منذ تخلصها من نظام الفصل العنصري، وجنوب إفريقيا من أهم داعمي نضال الشعب الفلسطيني وحقه في التحرر من الاستعمار، وبعد أن شنَّت إسرائيل حرب الإبادة على الشعب فلسطيني في غزة، اتخذت جوهانسبورغ موقفاً حازماً من المجزرة المفتوحة في غزة، برفع قضية أمام محكمة العدل الدولية في شهر ديسمبر/كانون الأول 2023، طالبت فيها بوقف الحرب على غزة، وفي شهر يناير/كانون الثاني الماضي أصدرت المحكمة قراراً بضرورة اتخاذ إسرائيل مجموعة من التدابير لحماية المدنيين.