الثبات ـ فلسطين
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، حاليين وسابقين، قولهم إن هدف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المتمثل في تدمير حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، لا يزال بعيد المنال، متوقعين حملة مطولة لتدمير الحركة.
وقال مسؤول في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بموجب البروتوكول العسكري، إن "إسرائيل" منخرطة في مهمة شاملة لكشف القدرات العسكرية لـ"حماس".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين لم يكشفوا عن هوياتهم أنهم يعتقدون أن حماس "مقيدة بالعمليات الإسرائيلية، لكن إسرائيل لن تكون قادرة على تحقيق هدفها المتمثل في القضاء على القدرة العسكرية للحركة في المستقبل المنظور".
وقالت الصحيفة: "منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، أكدت إسرائيل أنها قتلت أكثر من 10 آلاف مسلح، لكنها لم توضح كيف تحسب العدد"، ويقول المحللون إنه "من الصعب الحصول على رقم دقيق في ظل فوضى الحرب". بينما قال المسؤولون الإسرائيليون إن الجيش قام بتفكيك الهيكل القيادي لـ18 كتيبة من كتائب "حماس" البالغ عددها 24 كتيبة في قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل قادة ونواب قادة وضباط آخرين، ما جعل الوحدات غير فعالة فعليًا" حسب تعبیره.
وبحسب المسؤولين، فإن الآلاف من مقاتلي حركة حماس، الملحقين بالكتائب المتبقية أو الذين يعملون بشكل مستقل، ما زالوا فوق وتحت الأرض"، وفي حين قال يوسف حمدان، ممثل حركة حماس في الجزائر، هذا الشهر: إن "المقاومة لا تزال قادرة على إلحاق الألم بالعدو"، يقول محللون إسرائيليون إنه "خلال القتال الأخير في غزة، تجنبت حركة حماس المواجهات المباشرة مع الوحدات الإسرائيلية، وهو ما اعتبرته إسرائيل علامة ضعف". لكن "نيويورك تايمز" نقلت عن خبراء غربيين قولهم إن "الحركة لديها سبب وراء هذه الاستراتيجية. وهي تعتقد أنه إذا نجا أي قدر كبير من قوتها العسكرية من الحرب، فسوف يمثل ذلك النصر".
ويجتمع وسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة لمحاولة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. لكن إسرائيل لم تظهر أي علامات على التراجع، إذ تمضي قدماً في ثلاث مناطق قتالية مختلفة: شمال غزة، وخانيونس، ورفح.
وبينت "نيويورك تايمز" أنه "خلال الشهر الماضي، ركزت القوات الإسرائيلية على الطرف الغربي لمدينة خانيونس، التي تضم مجمعين طبيين رئيسيين: مستشفى الأمل ومجمع ناصر الطبي، من أجل استهداف ما وصفه المسؤولون بآخر معاقل مقاومة حماس المنظمة في المنطقة".
وبخصوص رفح، قال قادة إسرائيل إن "القوات الإسرائيلية ستدخل في نهاية المطاف رفح، المدينة الواقعة في أقصى الجنوب على الحدود مع مصر، لمحاربة أربع كتائب تابعة لـ"حماس" متمركزة هناك". ويقول الجيش الإسرائيلي إن ما يقرب من 10 آلاف من مقاتلي الحركة ما زالوا في المنطقة. لكنها عملية من المحتمل أن تتسبب في سقوط ضحايا على نطاق واسع بين المدنيين.
وبينما ينتظرون الغزو الإسرائيلي المتوقع، يعاني الفلسطينيون المتجمعون في الخيام والشقق والمدارس في رفح من حالة من عدم اليقين والإرهاق وسط انتشار الجوع على نطاق واسع.
وقالت الصحيفة: "لقد وعد نتنياهو بإجلاء المدنيين من مناطق القتال هناك، لكن يبدو أن كلماته لم تفعل الكثير لتهدئة الانتقادات المتزايدة من الأمم المتحدة وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن عملية استهداف رفح". بينما يقول المسؤولون الإسرائيليون إن "عملية رفح ضرورية لاستئصال ما تبقى من قوات حركة حماس وتدمير الأنفاق بين مصر وغزة المستخدمة لاستيراد الأسلحة".
وقال هيرتسي هاليفي، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، للصحافيين، الأسبوع الماضي، إن "الجيش قد وضع بالفعل خططًا متعددة لعملية برية في رفح". مضيفا أن "توقيت العملية سيتطلب قرارا من القادة المدنيين في البلاد".
وأكدت الصحيفة نقلا عن مسؤول إسرائيلي نشوب خلاف في الأيام الأخيرة داخل مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي حول موعد بدء عملية رفح، مضيفا أن "بني غانتس وغادي آيزنكوت، اللذين انضما إلى الحكومة الإسرائيلية من المعارضة بعد الهجوم الذي قادته حركة حماس في 7 أكتوبر، يفضلان التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح جميع الرهائن الذين يحتجزهم المسلحون في غزة قبل تنفيذ عملية".
وبين المسؤول أن نتنياهو ورون ديرمر، أقرب حليف له في الحكومة المكونة من خمسة أشخاص، أرادا غزو رفح قبل إبرام مثل هذه الصفقة لإطلاق سراح الرهائن.
لكن الآلاف من مقاتلي حماس، الملحقين بالكتائب المتبقية، أو الذين يعملون بشكل مستقل، ما زالوا فوق الأرض وتحتها، وفقاً لما نقلته الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين أمنيين سابقين وحاليين.
ولم تكشف حماس سوى القليل عن خسائرها، على الرغم من أنها أعربت عن حزنها العلني على مقتل اثنين من كبار قادتها على الأقل، أيمن نوفل وأحمد الغندور. وتصدر الحركة بانتظام بيانات تقول إنها ضربت جنوداً إسرائيليين في أنحاء القطاع.
إذ قال يوسف حمدان، ممثل حماس في الجزائر، هذا الشهر: "إن المقاومة لا تزال قادرة على إلحاق الألم بالعدو".
محللون إسرائيليون أضافوا أيضاً أنه خلال القتال الأخير في غزة، تجنبت حماس المواجهات المباشرة مع الوحدات الإسرائيلية، وهو ما اعتبرته إسرائيل علامة ضعف.
لكن خبراء آخرين يقولون إن حماس لديها سبب وراء هذه الاستراتيجية، وطبقاً للمسؤولين الغربيين الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث علناً عن هذه المسألة، "فإن قيادة حماس تعتقد أنه إذا نجا أي قدر كبير من قوتها العسكرية من الحرب، فسوف يمثل ذلك النصر".