الثبات ـ دولي
دعا رؤساء حكومات كندا وأستراليا ونيوزيلندا، اليوم الخميس، إلى "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة"، وفقاً لبيان مشترك صدر رداً على تقارير عن اجتياح بري "إسرائيلي" مزمع في منطقة رفح جنوبي غزة.
وجاء في البيان المشترك لرؤساء حكومات الدول الثلاث "إننا نشعر بقلق بالغ إزاء المؤشرات التي تشير إلى أن إسرائيل تخطط لشن هجوم بري على رفح، فالعملية العسكرية في رفح ستكون كارثية".
وأشار البيان إلى أنّ "نحو 1.5 مليون فلسطيني يلجأون إلى المنطقة، بما في ذلك العديد من مواطنينا وعائلاتهم.. ونظراً لأن الوضع الإنساني في غزة متردٍ بالفعل، فإن الآثار المترتبة على المدنيين الفلسطينيين نتيجة لعملية عسكرية موسعة ستكون مدمرة".
وأضاف البيان: "هناك حاجة ماسة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، ونحن نحث الحكومة الإسرائيلية على عدم السير في هذا الطريق. ببساطة، لا يوجد مكان آخر يذهب إليه المدنيون".
وجاء البيان بعدما صرّح رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء، بأنّ "إسرائيل ستمضي قدماً في هجومها على حركة حماس في رفح، آخر ملجأ للفلسطينيين النازحين في جنوب قطاع غزة، بعد السماح للمدنيين بإخلاء المنطقة".
وحثّ البيان "إسرائيل" على عدم شنّ الهجوم، داعياً حركة حماس بدورها إلى مقابلة أي وقف إسرائيلي لإطلاق النار بالمثل.
ولفت البيان إلى أنّ "هناك إجماعاً دولياً متزايداً.. ويجب على إسرائيل أن تستمع إلى أصدقائها ويجب عليها أن تستمع إلى المجتمع الدولي.. لأنّ حماية المدنيين أمر بالغ الأهمية ومطلب بموجب القانون الإنساني الدولي.. ولا يمكن إجبار المدنيين الفلسطينيين على دفع ثمن (الحرب)".
وشدد البيان على أنّ "الحاجة إلى المساعدات الإنسانية في غزة لم تكن أكبر في أيّ وقت مضى. ويجب توفير الإغاثة الإنسانية السريعة والآمنة ودون عوائق للمدنيين. لقد كانت محكمة العدل الدولية واضحة: يجب على إسرائيل ضمان تقديم الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية الأساسية، ويجب عليها حماية المدنيين، وقرارات المحكمة بشأن التدابير المؤقتة ملزمة".
واعتبرت الدول الثلاث أنّ "وقف إطلاق النار المستدام ضروري لإيجاد طريق نحو ضمان السلام الدائم للإسرائيليين والفلسطينيين"، لافتةً إلى "الحاجة إلى حلّ سياسي تفاوضي لتحقيق السلام والأمن الدائمين".
وأمس الأربعاء، دعت إسبانيا وأيرلندا، إلى "وقف إطلاق النار في غزة فوراً، لمنع مزيد من التدهور"، وشددتا على ضرورة استمرار عمل وكالة "الأونروا" ودعمها، مشددتين على أنّ وقف إطلاق النار "من شأنه تسهيل وصول الإمدادات الإنسانية التي تمس الحاجة إليها".
وأفادت وزارة الصحة في غزة، الأربعاء، بأنّ حصيلة العدوان تخطت 28500 شهيد، ونحو 68300 جريح، منذ السابع من أكتوبر.
وأعلنت الوزارة، أنّ الاحتلال ارتكب 11 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 103 شهداء و145 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.
ويعاني الغزاويون، من ظروف إنسانية قاسية وصعبة من جراء الحصار المستمر في ظل عدوانٍ وحشي، شنّه الاحتلال على كافة القطاع بما فيه منطقة رفح التي تؤوي أكثر من مليون ونصف مليون نازح.
ودمّر الاحتلال المرافق الصحية، ومنع الماء والغذاء والأدوية من دخول القطاع، الأمر الذي أسفر عن استشهاد العشرات من جراء انتشار الأمراض، والجوع والبرد في ظل ظروف جوّية قاسية، ووجودهم في خيم لا تمنع عنهم الأمطار ولا الهواء البارد.