الثبات ـ لبنان
لم يسجل أي جديد على صعيد ملف رئاسة الجمهورية بانتظار عودة السفير السعودي وليد بخاري من السعودية الذي غادر إليها بعد لقاء سفراء دول الخامسية رئيس مجلس النواب نبيه بري الأسبوع الماضي، وسط انتظار أيضاً للقاء اللجنة الخماسية في السعودية وتقييم الوضع في لبنان وتكليف الموفد الفرنسي جان ايف لودريان بزيارة لبنان لاستكمال مشاوراته مع القيادات اللبنانية. إلا أن أوساطاً سياسية لفتت لـ”البناء” الى أن “الظروف الداخلية والإقليمية والدولية غير مؤاتية ومناسبة لانتخاب رئيس في المدى المنظور”، مشيرة الى أن الملف الرئاسي بات مرتبطاً بتطورات المنطقة لا سيما بالحرب في غزة، وأي تسوية هناك ستنعكس على المنطقة برمّتها وعلى لبنان بطبيعة الحال، ويمكن أن تفتح ملف الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة وبالتالي حلحلة للملف الرئاسي.
وأطلق الرئيس بري سلسلة مواقف بارزة من آخر التطورات وخاصة الملف الرئاسي، وكشف أنه “سمع من كل السفراء أن لا فيتو على أي اسم ومن ضمنها السعودية، وتوافقنا أن انتخاب الرئيس يتطلب توافقاً، وتمنوا تسميته تشاوراً، لا حواراً، وكنت متجاوباً مع كل ما يخدم الملف الرئاسي، وقلت إنه اذا اقتضى الأمر فليترأس نائب رئيس المجلس الحوار ولا مشكلة لديّ”.
وحسم بري في حديث صحافي بأن “لا جلسات متتالية من دون تشاور أو حوار وإذا كان لديهم أي طريقة أخرى “يأمنولي ياها وأنا حاضر”، فمن دون تشاور نكرّر الجلسات من غير القدرة على انتخاب الرئيس، فلا أستطيع أن أمنع مقاطعة أي فريق لأي جلسة لأنه حق دستوري، ولا يستطيع المجلس أن يؤمن نصاب الـ ٨٦ إلا بالتوافقات والتفاهمات، وانا لا أطالب بالإجماع، أنا أتكلم عن التوافق لتأمين نصاب الـ 86، فلو عقدتُ خمسين جلسة متتالية لن نصل الى رئيس، لذلك طرحت الحوار لمدة أقصاها ٧ أيام، “يفترضوا أني عم ببلفهن ويجوا يحرجوني.»
وتابع بري: “اتفقت مع الخماسية على أن يساعدونا على انتخاب من نسمّيه نحن كلبنانيين، لا من يسمونه هم، الخماسية هذه المرة موحدون. وقالوا لي “ما عنا مرشح على الإطلاق ولا عنا فيتو على اي اسم ونحنا مستعدين نساعدكن باللي بدكن ياه””.
أما عشية ذكرى اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، قال بري لرئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري “أهلا وسهلا بعودتك للعمل السياسي عندما تقرر”، فقد أثبتت الانتخابات الأخيرة أن سعد الحريري هو الناجح الأكبر على الرغم من اعتكافه، فمن النهر الكبير الى الناقورة حصد 24% من الطائفة السنيّة من غير أن يشارك في الانتخابات”.
والى جمهور المقاومة اللبنانية أمل خصهم بري برسالة قائلاً: “حركة أمل هي أمام حزب الله في الدفاع عن كل حبة تراب من لبنان، ولكن في هذه المعركة حركة أمل تقاوم ضمن إمكانياتها العسكرية، فهي لا تمتلك قدرات حزب الله… ولا أخاف على دوري الدبلوماسي لأن المقاومة الدبلوماسية هي جزء أساسي في المقاومة”.