الثبات ـ دولي
علّق كبير الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، روجر ويكر، على العدوان الأميركي الذي استهدف سوريا والعراق، قائلاً إنّ "إدارة بايدن أمضت ما يقرب من أسبوعٍ في بعث إشاراتٍ بحماقة، بشأن نوايا الولايات المتحدة"، معتبراً أنّها أمضت وقتاً يضمن إخلاء المواقع التي استهدفتها في عدوانها الأخير.
وانتقد ويكر إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، في تغريدةٍ نشرها على حسابه الشخصي على منصة "إكس": "لقد حاولت إيران ووكلاؤها قتل جنودٍ أميركيين، وإغراق سفننا الحربية 165 مرة، بينما تهنئ إدارة بايدن نفسها على قيامها بالحد الأدنى".
وأضاف كبير كتلة الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي أنّ "إدارة بايدن أمضت ما يقرب من أسبوعٍ في بعث إشاراتٍ بحماقة، بشأن نوايا الولايات المتحدة إلى خصومنا، مما منحهم الوقت للانتقال والتخفي"، وذلك في إشارةٍ واضحة إلى سعي واشنطن لضمان إخلاء أي مواقع ستستهدفها.
ونقلت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية عن رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، قوله إنّ إدارة بايدن "انتظرت أسبوعاً للرد على الهجمات التي استهدفت القوات الأميركية في الأردن".
وأشار جونسون في حديثه إلى أنّ الإدارة الأميركية "أخطرت العالم -بما فيه إيران- بطبيعة الرد الذي تنوي القيام به"، مُشدّداً في تصريحاته على أنّ "الإشارات المفرطة لإدارة بايدن تضعف مكانة أميركا".
ومن جهته، صرّح وزير الخارجية الأميركي الأسبق، مايك بومبيو، لشبكة "فوكس نيوز" الرقمية، بأنّ "الضربات الانتقامية" الأميركية في سوريا والعراق "لن تنجح إلا إذا أقنعت إيران بالتوقف عن دفع وكلائها لمهاجمة الأفراد الأميركيين في أي مكانٍ في العالم".
وأشار بومبيو إلى أنّه بسبب "تأخر استجابة إدارة بايدن"، فإنّ البيت الأبيض "سيحتاج إلى إظهار استعداده "لفرض تكاليف حقيقية على إيران"، مُضيفاً أنّ "هذا الفشل تسبب في تصعيد لن يتوقف حتى تستعيد إدارة بايدن -إلى جانب حلفائنا- الردع".
نوّاب جمهوريون: بايدن ضعيف و"الضربات"قليلة ومتأخرة
وضمن أبرز التعليقات على الـ"ضربات" التي نفذتها القوات الأميركية في سوريا والعراق، قال النائب الجمهوري عن ولاية إنديانا، جيم بانكس، في بيانٍ له، إنّ "الضربات قليلة للغاية، ومتأخرة خمسة أيام"، مُضيفاً أنّ "الإيرانيين لم يحذروا قواتنا قبل قتلهم"، وذلك في إشارةٍ إلى الهجوم الذي تعرّضت له قاعدة القوات الأميركية في الأردن، الأحد الماضي.
كما صرّح النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا، مايك والتز، بأنّه سيكون "مهتماً بمعرفة تأثير إرسال إدارة بايدن إشاراتٍ بشأن هذه الضربات، خلال الأيام الخمسة الماضية، على قدرتنا على فرض تكاليف حقيقية على إيران".
وقال النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا أيضاً، كارلوس خيمينيز، إنّ "الرئيس بايدن ضعيف، وأعداؤنا يعرفون ذلك"، مُضيفاً أنّ "السياسة الخارجية المُضلّلة" لبايدن، أدّت إلى الهجمات ضد الولايات المتحدة، ومعتبراً أنّه كان ينبغي على بايدن أن يتخذ إجراءاتٍ "في وقتٍ أقرب بكثير".
محلّل عسكري بريطاني: "الضربات" ليست مفاجأة كبيرة
وأوردت قناة "سكاي نيوز" البريطانية، تحليلاً للمحلّل العسكري البريطاني، شون بيل، أكّد فيه أنّ الولايات المتحدة "لا تريد أن تجعل الوضع السيئ أسوأ"، مُشيراً إلى أنّها تعلم أنّ ما يحدث لقواتها يمثّل "أعراضاً، وليس المرض"، مؤكّداً أنّ "المرض هو في الواقع القتال الإسرائيلي المستمر في غزة".
واعتبر بيل أنّ "الضربات" الأميركية ليست مفاجأةً كبيرة، إنّما المفاجأة هي أنّ الأمر استغرق وقتاً طويلاً قبل أن يتم، وذلك حسب حديثه للقناة البريطانية.
ورأي المحلّل العسكري أنّ الولايات المتحدة تعلم أنّها في مأزق، وقد اضطرت إلى التحرك بعد مقتل جنودها الأسبوع الماضي في الأردن، مُشدّداً على أنّ "جزءاً مما نراه، هو الاستجابة المحسوبة والمدروسة للغاية منها".
وأضاف بيل أنّ "إيران كانت واضحةً للغاية في موقفها، المتمثّل في أنّه إذا أوقفتم الحرب الإسرائيلية على غزة، فسوف نوقف التصعيد"، مُعتبراً أنّ الولايات المتحدة "تحاول يائسةً تقديم ردٍ عسكري على ما يحدث"، كما أشار إلى أنّه "من المثير للاهتمام حقاً رؤية الوضع الصعب للغاية الذي يجد الأميركيون أنفسهم فيه".
يُشار إلى أنّ مسؤولاً أميركياً كان قد أكّد لموقع "ABC News" الأميركي أنّ "نقاشاً متوتراً" حصل داخل البيت الأبيض بشأن شنّ الولايات المتحدة "ضرباتٍ انتقامية"، رداً على الهجمات التي تعرّضت لها قواتها وأهداف لها في الشرق الأوسط.