الثبات ـ دولي
تناولت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية التقارير التي تحدثت عن انسحاب قريب للقوات الأميركية من الشرق الأوسط، وخصوصاً من العراق وسورية، في ظل الهجمات التي تتعرض لها القواعد الأميركية في هذين البلدين، نافيةً ما جاء فيها.
وقالت الصحيفة في تقرير: "فجأة، أصبح هناك الكثير من الحديث عن انسحاب القوات الأميركية من دولتين في الشرق الأوسط، بالتزامن مع تعرضها لهجمات متزايدة مؤخراً"، مؤكدةّ أنه "لا يوجد أمر انسحاب وشيك من الرئيس الأميركي جو بايدن، أو متوجّهٍ من مكتبه، وفقاً لخمسة مسؤولين أميركيين".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ ما يحدث، بشكل عام، هو "مناقشات في جميع أنحاء الإدارة حول الأماكن التي تشتد الحاجة فيها إلى القوات في المنطقة"، لافتةً إلى أنّ "المحادثات بشأن العراق وسوريا مرتبطة ببعضها البعض".
وأضافت أنه "فيما يتعلق بالعراق، فقد أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بدء اللجنة العسكرية العليا الأميركية العراقية التي طال انتظارها.."، ناقلةً عن مسؤول أميركي سابق مطلع على المحادثات قوله "إنّ الهدف كان دائماً مناقشة الشكل الذي سيبدو عليه الانسحاب والتحول العسكري. لكن التوترات الأخيرة في المنطقة، تزيد من تعقيد الصورة".
وبحسب "بوليتيكو" فإنه "في الوقت الحالي، تحرص إدارة بايدن بشدة على عدم القول بأنّ الولايات المتحدة ستغادر العراق".
أما بالنسبة لسوريا، فقد أكد ثلاثة من كبار المسؤولين في الإدارة أنّ "هناك مداولات حول الانسحاب، على الرغم من أنهم صاغوا هذه المداولات كجزء من مناقشات التخطيط الروتينية حول المكان الذي تكون فيه القوات أكثر فائدة، والمدة التي يجب أن تستمر فيها المهمة، ومتى يجب أن تغادر القوات الأميركية، إن حدث ذلك"، بحسب "بوليتيكو".
وتابعت: "إنّ ما يجري مشابه للمحادثات التي أجراها المسؤولون حول موقفهم من سوريا في بداية الإدارة. ومنذ ذلك الحين، أدّت مراجعة هذا القرار إلى نفس النتيجة، وهي البقاء. وقال إثنان من كبار المسؤولين في الإدارة ومسؤول في وزارة الدفاع إنّ البنتاغون لا يفكر في الانسحاب".
ورأت "بوليتيكو" أنه "من الغريب أنّ كل هذا الحديث عن إنهاء المهام للولايات المتحدة في الشرق الأوسط يمكن أن يكون بمثابة نعمة سياسية للرئيس بايدن".
وفي هذا السياق، تناولت الصحيفة الأميركية نفسها رسالة الرئيس السابق، دونالد ترامب، في السياسة الخارجية، والتي أشارت إلى أنها تتلخص في أنه "سوف يتجنّب الحرب العالمية الثالثة، ويُنهي المهام المشؤومة في الخارج، وهي الحجة التي يتردد صداها بين الناخبين في كلا الحزبين (الجمهوري والديمقراطي)".
وقالت "بوليتيكو" إنه "يمكن أن يتباهى بايدن بإخراج الولايات المتحدة من أفغانستان والعراق وسوريا بحلول الوقت الذي يذهب فيه الناخبون إلى صناديق الاقتراع في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل"، مشيرةً إلى أنّ "كل هذا يتوقف بطبيعة الحال على ما يحدث مباشرةً بعد مغادرة القوات الأميركية، وقد يؤدي وضع آخر شبيه بما حدث في كابول إلى إضعاف مكانة الرئيس".
وتأتي هذه التقارير التي نفتها الصحيفة الأميركية في الوقت الذي تتعرض فيه القوات الأميركية في القواعد العسكرية الأميركية في كل من العراق وسوريا إلى هجومات متواصلة من قبل المقاومة الإسلامية العراقية، التي تشارك في "طوفان الأقصى" منذ الـ17 من تشرين الأوّل/أكتوبر 2023، ردّاً على دعم واشنطن للعدوان الإسرائيلي على غزّة. ومنذ بدء العمليات، تعرّضت القوات الأميركية في العراق وسوريا لأكثر من 151 استهدافاً، أدّت إلى إصابة نحو 70 من جنودها، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن البنتاغون.
وفي السياق، أكّدت دراسة في مجلة "فوكس نيوز" الأميركية أنّ الجيش الأميركي ضعيف ويواجه خطر عدم القدرة على الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة الحيوية في جميع أنحاء العالم. وقد صنّفت الدراسة الجيش بهذا الوضع للسنة الثانية على التوالي، محذرةً من عدم اتخاذ إجراءات للتعامل مع الأمر.
كما نقلت الدراسة عن مؤشر القوة العسكرية السنوي العاشر التابع لـ"The Heritage Foundation"، أنّ "القوة العسكرية الأميركية الحالية معرّضة لخطر كبير من عدم القدرة على تلبية متطلبات صراع إقليمي رئيسي واحد، مع الاهتمام أيضاً بأنشطة الوجود والمشاركة المختلفة".