الثبات ـ دولي
تحدّثت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في مقال اليوم، عن محور المقاومة وما يجعله "تحالفاً متماسكاً ودائماً". ولفتت إلى أنّ وحدته "تقوم على ركائزه الأيديولوجية العميقة وأهدافه الاستراتيجية المشتركة"، في المقابل فإنّ التحالفات الغربية "تفكر بشن حرب لا يمكنهم الفوز بها".
وذكرت الصحيفة أنّه على عكس التحالفات الغربية التقليدية، التي يتم إنشاؤها خصيصاً من قبل دول، ذات تفكير مماثل لمحاربة تهديد مشترك، دون أيّ التزامات طويلة الأجل، "بدأ محور المقاومة كتحالف دائم التطور إلى تحالف في زمن الحرب".
كنا أشارت إلى أنّه منذ إنشاء هذا المحور، كان ما يربط جميع الجهات الفاعلة فيه، هو توفير الدعم العسكري والسياسي المتبادل لمواجهة "إسرائيل"، مع "اعتبار القضية الفلسطينية نقطة التركيز".
واليوم، تشترك الجهات في هدفين: "إرغام إسرائيل على وقف إطلاق النار غير المشروط في غزّة، وطرد القوات الأميركية من العراق وسوريا.
وفي سعيها لتحقيق هذه الأهداف، أوضحت الصحيفة أنّ "الجهات الفاعلة غير الحكومية في هذا التحالف، تتصرف وفقاً لمعتقداتها السياسية ومصالحها الاستراتيجية، على عكس المزاعم بأنّها تتبع للإملاءات الإيرانية".
كذلك، بيّنت أنّه في حين قدّمت إيران الدعم المادي للجهات الفاعلة غير الحكومية، داخل المحور، "فإنّ هذه المساعدة لم تترجم إلى نوع من ممارسة القوة".
ويشارك في هذا الرأي مسؤول الاستخبارات الأميركية، بريان كاتز، الذي يرى أنّ حلفاء إيران من غير الدول "لم يعودوا وكلاء لإيران. وبدلاً من ذلك، فقد أصبحوا مجموعة من الجهات الفاعلة السياسية العسكرية الناضجة المتوافقة أيديولوجياً والمترابطة عسكرياً والملتزمة بالدفاع المتبادل".
وبحسب الصحيفة فإنّ الافتراض بأنّ العمل العسكري "المستمر" ضد هذه الجهات الفاعلة، سيكسر إرادتهم في مواصلة القتال هو "افتراض مضلل بقدر ما هو خطير"، مؤكّدةً أنّ على الولايات المتحدة وحلفائها أن يغيروا نهجهم في التعامل مع هذا الصراع بشكلٍ جذري.
كما بيّنت أنّ زعماء الغرب يحسنون صنعاً عندما يفكرون في حقيقة مفادها أنهم لا يحاولون حماية طرق الشحن فحسب، بل إنّهم "يشنون حرباً لا يمكن الفوز بها على تحالف متماسك إيديولوجياً وعنيد بين جهات فاعلة قوية غير تابعة لدول بعينها".
وأشارت إلى أنّ الضربات الأميركية والبريطانية على اليمن، لم تؤد إلا إلى زيادة احتمالات نشوب حرب إقليمية شاملة، بالنظر إلى أن اليمنيين يهدّدون الآن بتوسيع نطاق حملتهم لتشمل "جميع المصالح الأميركية والبريطانية" في المنطقة.
مع ذلك، الجبهة اللبنانية الإسرائيلية تظل هي الأكثر قابلية للاشتعال، "نظراً إلى أنّ إسرائيل تسعى جاهدة إلى شن حرب مع حزب الله"، بحسب الصحيفة، علماً أن المقاومة في لبنان "هي أقوى جهة غير حكومية في محور المقاومة، إن لم يكن في العالم"، وعليه، فإنّ مثل هذه الحرب "ستكون الأكثر بعيدة المدى وتدميراً للطرفين".
وختمت بالقول: "لا شيء أقل من وقف إطلاق النار في غزة يمكن أن يمنع المنطقة من التحول إلى برميل بارود".