الثبات ـ فلسطين
انتقدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إذ وصفته عشية 100 يوم من الحرب على قطاع غزة بـ "سيّد الإخفاق متعدّد المجالات"، مشيرةً إلى فشله على أصعد الأمن والدبلوماسية والاقتصاد.
وقالت الصحيفة إنه بعد هذه الأيام الطويلة من القتال، والتي يجب أن تكون الأولية لدى الحكومة هي عودة الأسرى الإسرائيليين من غزة حتى على حساب وقف إطلاق نار، أو إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين، أو "الإطاحة بحماس".
وفي سياق الأهداف الإسرائيلية المعلنة من الحرب على غزة، شدّدت "هآرتس" على أن "الجيش" الإسرائيلي يراوح في غزة، وأن استبدال المصطلحات في الإعلام لا يغيّر هذا الواقع، في حديث عن استبدال مصطلح "تقويض حماس" بمصطلح "تجريد القطاع من السلاح".
مراوحة "الجيش" في غزة، عزتها الصحيفة إلى أداء رئيس الأركان ومرؤوسيه "العالقين بين كماشتي مستوى سياسي قدراته فاشلة وبين خط ائتمان دولي متراجع"، لافتةً إلى أنه في الخارج يتم التعامل مع "عصابة الائتلاف" بشكل مختلف عمّا هو عليه في "إسرائيل".
وأكدت أن أهداف الحرب لا يمكن تحقيقها بالكامل، في غياب ائتمان جماهيري داخلي، وائتمان دبلوماسي دولي، في ظل "حكومة عاجزة، ورئيسها الفاشل، المحتال".
وأكدت الصحيفة أيضاً أنه عشية الـ 100 يوم لا يزال الأفق العسكري ضبابياً، وكذلك السياسي، لافتاً إلى قاعدة في الحروب: "عندما تبدأ المراوحة، يزداد اليأس". وقارنت الحرب من حيث المدة الزمنية بضعف الحرب عام 2014، و5 أضعاف أيام حرب "يوم الغفران" (1973)، 16 مرة أكثر من "حرب الأيام الستة" (1967).
وأشارت "هآرتس" إلى أن جرح حرب أكتوبر 1973 لا يزال مفتوحاً، و"هذا يعطي منظوراً قاتماً للسنوات الـ 50 المقبلة"، موضحةً أن صدمة السابع من أكتوبر 2023 ستكون ملموسة وأطول أمداً بعدة مرات".
وانتقلت الصحيفة بشأن تداعيات حرب 2023 إلى قراءة ما يحدث في الشمال. يتحدث الجنرلات الإسرائيليون عن معركة متعددة الجبهات "ستستمر بشدة متفاوتة طوال سنة 2024". وتابعت أنه عند الحدود مع لبنان، جرى تدمير المستوطنات بالقصف، وعشرات الآلاف من الإسرائيليين هم لاجئون، مشيرةً إلى أن الحكومة تخلت عن هؤلاء الإسرائيليين.
انسحبت تداعيات حرب 2023 على الصعيد الاقتصادي، حيث تعاني "إسرائيل" من أزمة جدّية، ووصفت "هآرتس" الأخبار الاقتصادية الأخيرة بـ "المرعِبة"، مشدّدة هنا على غياب كفاءة نتنياهو في إدارة "إسرائيل" في "ساعتها الصعبة".
وأوضحت أن نتنياهو سيمتنع عن اتخاذ الاجراءات اللازمة، مثل رفع ضريبة القيمة المضافة أو خفض نقاط الائتمان، وذلك كي لا يفكك الدعم الذي حصل عليه، بعد سنة واحدة فقط على الانتخابات.
وذكرت "هآرتس" أن نتنياهو سيعمل على تعزيز حكمه والاستمرار في الهروب من "القانون" بواسطة خلق مستنقع حربي وحفرة اقتصادية.
"سيد أمن مسؤول عن أكبر فشل أمني لنا، "سيد مستوى آخر يُجر إلى المحكمة الدولية في لاهاي بعد إدارته معركة دبلوماسية فاشلة"، وأيضا: "سيد اقتصاد الذي من أجل صون ائتلاف الـ 64، مستعد لتدمير حياتنا جميعاً واستعباد الأجيال القادمة من أجل بقائه"، تؤكد "هآرتس".
وكانت صحيفة "معاريف" أيضاً قد نشرت في وقت سابق استطلاعاً للرأي بيّنت نتائجه أن 9% فقط من المستوطنين يقولون إنّ "إسرائيل" ستحقق إنجازاً أو ستفوز في حربها ضدّ غزّة.
كذلك كشف استطلاع رأي إسرائيلي آخر أنّ غالبية الإسرائيليين فقدوا الثقة في حكومة نتنياهو، مع تزايد الانتقادات ضدّه والخلافات بين أعضاء حكومته، إضافةً إلى اعتقاد الكثيرين منهم أن الدعاية الإسرائيلية ضد حماس خلال الحرب "سيئة جداً". وبيّنت نتائج استطلاع الرأي إنّ 69% من المستوطنين يؤيدون إجراء انتخابات جديدة فوراً بعد وقف الحرب على غزّة.