الثبات ـ دولي
ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي أنّ وصول السفن التجارية إلى ميناء "إيلات" الإسرائيلي توقف بشكلٍ شبه كامل نتيجة الهجمات من اليمن في البحر الأحمر ضد السفن المتوجهة إلى الميناء.
وأورد الموقع أنّ مسؤولين أميركيين قالا إنّ إدارة الرئيس جو بايدن بعثت رسائل إلى صنعاء عبر عدة قنوات مؤخراً، "تحذّرها من استمرار هجماتها ضد إسرائيل" في البحر الأحمر.
وأشار إلى أنّ "الجيش" الإسرائيلي قال إنه منذ بدء الحرب على غزة، أطلقت جبهة اليمن "أكثر من 70 طائرة بدون طيار وصاروخاً باليستياً في اتجاه إسرائيل"، التي تبعد أكثر من 1000 ميل عن اليمن.
وأوضح الموقع أنه في الأسابيع الأخيرة، صعّد اليمن هجماته وبدأ باستهداف السفن التجارية في محيط مضيق باب المندب في البحر الأحمر، قالوا إنها مملوكة لشركات إسرائيلية أو كانت متجهة إلى "إسرائيل".
وبحسب ما تابع، قال المسؤولون الأميركيون إنّ المبعوث الأميركي الخاص لليمن، تيم ليندركينغ، الذي زار الخليج في الأيام الأخيرة، طلب من نظرائه في المملكة العربية السعودية وعمان وقطر نقل رسائل تحذير إلى اليمن.
ويعترف المسؤولون الأميركيون بأنّ هذه التحذيرات حتى الآن لم تدفع جبهة اليمن إلى وقف تصعيد هجماتها، ونتيجةً للهجمات، توقف وصول السفن التجارية إلى ميناء "إيلات" بشكلٍ شبه كامل، وفق "أكسيوس".
وأكد الموقع أنّ السفن المتجهة إلى "إسرائيل" من آسيا تسلك الآن طريقاً يدور حول أفريقيا، مما يجعل الرحلة أطول بثلاثة أسابيع وأكثر تكلفة.
ولفت إلى أنه خلال الأسبوعين الماضيين، بدأت السفن المتجهة إلى موانئ أخرى "خارج إسرائيل" أيضاً باستخدام الطريق الأطول للوصول إلى أوروبا حتى لا يتم استهدافها.
وبحسب "أكسيوس"، من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة الجمعة أنّ "قوة عمل خاصة متعددة الجنسيات ستبدأ العمل في البحر الأحمر لردع اليمن عن شنّ المزيد من الهجمات ومواجهته، حسبما قال مسؤولان إسرائيليون وأميركيون".
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إنّ "قوة العمل لن ترافق السفن في البحر الأحمر، لكن وجود المزيد من السفن البحرية في المنطقة سيجعل من السهل الرد على التهديدات".
يُشار إلى أنّ عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله، محمد البخيتي، أكّد للميادين أمس، أنّ الهدف من تهديد السفن الإسرائيلية والسفن المتّجهة إلى الكيان الإسرائيلي، عبب البحر الأحمر، "ليس الإضرار بمصالح الدول، بل سببه أهداف أخلاقية".
وشّدد البخيتي على أنّ السبيل الوحيد إلى عدم توسيع الصراع هو وقف العدوان على غزة.
وبشأن الضغوطات على صنعاء، بسبب عمليات القوات المسلّحة اليمنية في اتجاه أهدافٍ للاحتلال، قال البخيتي إنّ "تهديدنا بوقف عملية السلام أمر فارغ"، مضيفاً: "نحن واقعيون، وعلى استعداد للتوصل إلى سلام شامل وكامل في اليمن".
في وقتٍ سابق أمس، أكّدت وكالة "بلومبرغ" الأميركية أنّ مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي "يواجهون معضلةً" في الرد على موجة الهجمات في البحر الأحمر. وذكرت الوكالة أنّ الإدارة الأميركية "لا تريد الانجرار" إلى حربٍ أوسع في الشرق الأوسط.
بدوره، قال قائد سلاح البحرية الإسرائيلية السابق، أليعيزر ميروم، إنّ القوات المسلّحة اليمنية تفرض حصاراً بحرياً كاملاً على "إسرائيل"، وهذا الأمر أدّى إلى تعطيل الخروج والدخول لـ95% من البضائع.
ونفذت القوات المسلحة اليمنية عدّة عمليات، بينها استهداف سفينة تابعة للنرويج بصاروخٍ مباشر، كانت متّجهة نحو موانئ الاحتلال، واحتجزت سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر، كما استهدفت جنوبيّ فلسطين المحتلّة (إيلات) بالصواريخ والمسيّرات، مؤكدةً أنها مستمرة حتّى وقف العدوان على غزّة.