الثبات ـ دولي
تحدّثت صحيفة "بوليتيكو"، في تقرير، عن تحذير فريق الرئيس الأميركي جو بايدن من الرد على هجمات القوات المسلحة اليمنية ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
ونقلت الصحيفة عن كبار المسؤولين في إدارة بايدن قولهم إنّ شن هجمات في اليمن "هو مسار العمل الخاطئ في الوقت الحالي"، على الرغم من أنّ بعض الضباط العسكريين اقترحوا ردوداً أكثر قوة على الهجمات اليمنية ضد السفن الإسرائيلية.
وأضاف المسؤولون أنّ هناك "إجماع رفيع المستوى داخل الإدارة على أنه ليس من المنطقي أن يردّ الجيش الأميركي بشكل مباشر" على صنعاء.
وفي اجتماعات متعددة رفيعة المستوى هذا الأسبوع، "لم يُطلع البنتاغون الرئيس بايدن على خيارات" ضرب أهداف في اليمن، و"لم يوصِ بذلك حتى"، بحسب المسؤولين الأميركيين.
فبينما يعترف كبار مسؤولي إدارة بايدن بالتهديد الذي تواجهه القوات الأميركية، فإنّهم غير مقتنعين بأنّ الولايات المتحدة بحاجة إلى الرد عسكرياً، ويعتقدون أنّ صنعاء تُحاول استهداف الأصول المرتبطة بـ"إسرائيل" فقط وليس السفن الحربية الأميركية، وفق "بوليتيكو".
وفي سياقٍ آخر، يشعر كبار المسؤولين في الحكومة بالقلق من أنّ ضربة كبيرة من هذا النوع يمكن أن تُعرقل التقدم في جهود وقف إطلاق النار بين التحالف السعودي وصنعاء.
وبحسب التقارير، فإنّ السعودية، الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة، "تحثّ شريكتها أيضاً على ممارسة ضبط النفس".
لكن بعض المسؤولين الحاليين والسابقين يشعرون بالإحباط من التصريحات الأميركية التي يعتقدون أنّها "تُقلل من أهمية التهديد اليمني"، وفق الصحيفة.
وقد ناقش بعض المسؤولين في القيادة المركزية، المسؤولة عن القوات العسكرية الأميركية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، خيارات لشن هجمات في اليمن، بحسب مسؤولي أميركيين.
ويعتقد الكثيرون داخل وزارة الدفاع، أنّ "الصراع قد تصاعد بالفعل"، وأنّ الولايات المتحدة على الأرض والبحر في الشرق الأوسط، "مُعرضة للخطر بشكل متزايد".
خشية من اليمن
يأتي ذلك بعدما نفذت القوات المسلحة اليمنية عملية بحرية جرى خلالها استهداف سفينتين إسرائيليتين في باب المندب الأحد الماضي، فضلاً عن السيطرة على سفينة إسرائيلية في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت.
وفي وقتٍ لاحق، أكّد مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، أنّ واشنطن تجري محادثات مع دول أخرى بشأن إنشاء قوة عمل بحرية في البحر الأحمر.
من جهتها، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ "إسرائيل" طلبت رسمياً من دول عدة من بينها بريطانيا واليابان تشكيل قوّة بحرية دولية، لضمان "حرية الملاحة في مضيق باب المندب"، وفق زعمها.
وأوضح المراسل العسكري في قناة "كان" الإسرائيلية، إيتاي بلومنتال، أنّ "إسرائيل" طلبت إقامة قوّة في إطار ائتلاف دولي، للعمل في مضيق باب المندب".
وأفاد بلومنتال بأنّ "إسرائيل" تستعد لهجمات أخرى ضد سفن إسرائيلية، أو تلك التي يملكها رجال أعمال إسرائيليون.
وأيضاً كشف الإعلام الإسرائيلي توقيع اتفاقية يتم بموجبها تشغيل جسر بري بين ميناء دبي وميناء حيفا المحتلة، بهدف "تجاوز تهديد اليمن بإغلاق الممرات الملاحية"، على حدّ زعمها.
ويشير هذا الأمر إلى حاجة الاحتلال إلى الدعم من حلفائه الإقليميين ووقوف الإمارات إلى جانب "إسرائيل" التي تواصل عدوانها على قطاع غزة منذ شهرين.
إلى ذلك، تؤكّد صنعاء أنّها تعمل على ضمان الملاحة في باب المندب والبحر الأحمر، وأنّ ما تقوم به من هجمات محصور في استهداف السفن الإسرائيلية كردّ على العدوان المستمر بحق أبناء غزة.
وفي وقتٍ سابق الأربعاء، أعلنت القوات المسلحة اليمنية إطلاق دفعة من الصواريخ الباليستية على أهداف عسكرية للاحتلال في منطقة أم الرشراش "إيلات" جنوبي فلسطين المحتلة نصرةً للشعب الفلسطيني.