الثبات ـ فلسطين
دبابة مشتعلة وجنود إسرائيليون متفحّمون داخلها؛ هكذا ثأر مقاومو كتائب الشهيد عز الدين القسّام لأبو حسين فرحات، قائد كتيبة الشجاعية، كما ظهر في مشهد بطولي كشف عنه الجناح العسكري لحركة حماس، الأربعاء.
في ذلك المشهد، ظهر مقاوم ووراءه دبابة إسرائيلية تلتهمها النيران، ما أدى إلى احتراق من فيها، بعد استهدافها بالقذائف المضادة للدبابات، مؤكداً أنّ هذا المشهد هو "لعيون أبو حسين فرحات"، الذي زعم الاحتلال اغتياله.
فمن هو قائد كتيبة الشجاعية، ابن "خنساء فلسطين" وأخو الشهداء، أبو حسين فرحات، الذي أحرق المقاومون "لعينيه" الميركافا وجنودَها؟
قائد كتيبة الشجاعية
وسام فرحات، أبو حسين، هو قائد ميداني في كتائب الشهيد عز الدين القسّام، تولى قيادة كتيبة الشجاعية منذ عام 2010، وقادها خلال معركة "العصف المأكول"، التي خاضتها المقاومة الفلسطينية ضدّ الاحتلال الإسرائيلي عام 2014.
وقاد فرحات أفراد الكتيبة في معارك جرت في حي الشجاعية خلال "العصف المأكول"، وكان من إنجازاته الميدانية في تلك المعارك إحراق مدرّعات إسرائيلية وتدميرها، وإيقاع قتلى من الجنود الإسرائيليين.
أبو حسين فرحات
ويتّهم الاحتلال الإسرائيلي أبو حسين فرحات بأنّه ضالع في التخطيط لملحمة "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وأنّه قاد قوات النخبة في ذلك "السبت الأسود" الإسرائيلي نحو كيبوتس "ناحال عوز" في غلاف غزة والموقع المجاور له.
وكان فرحات أُسر 10 سنوات في السجون الإسرائيلية، ليتحرّر بعدها ويعود إلى غزة، حيث عمل في صنع الصواريخ مع حركة المقاومة الإسلامية حماس.
ابن "خنساء فلسطين"
أبو حسين فرحات هو نجل مريم محيسن، أم نضال، القيادية في حماس والنائبة في المجلس التشريعي. عُرفت أم نضال بصمودها وتقديمها كغيرها من نساء شعبها تضحياتٍ كبيرةً، فقدّمت قبل رحيلها عام 2016 ثلاث من أبناءها شهداء في سبيل تحرير فلسطين، حتى نالت لقبَي "خنساء فلسطين" و"أم الشهداء".
أم نضال فرحات
وُلدت أم نضال بعد عام من النكبة لأسرة بسيطة من حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، تفوّقت في دراستها، وتزوّجت وأنجبت 6 بنين و4 بنات، استُشهد منهم محمد ونضال ورواد.
عام 2006، جرى ترشيحها عضوةً فى المجلس التشريعي الفلسطيني، عن كتلة "التغيير والإصلاح". وبعد فوزها في الانتخابات، خاضت مسيرة المقاومة والسياسة معاً، لتكمل نضالها من أجل نيل الشعب الفلسطيني حقوقه كاملةً.
"أم الشهداء" تبوّأت أيضاً منصب رئيسة "جمعية الشموع المضيئة لرعاية أطفال الشهداء"، وهي لم تساهم رعاية هؤلاء الأطفال فحسب، فحتى بيتها احتضن قائد كتائب القسّام السابق، الشهيد عماد عقل.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر عام 1993، تحوّل منزل أم نضال إلى ساحة حرب، حيث اقتحمه ما يزيد على 200 جندي إسرائيلي، واغتالوا الشهيد عقل فيه.
وقُصِف بيت أم نضال 4 مرات، وعندما عرضت الحكومة في غزة عليها إعادة بنائه، رفضت ذلك، إلى أن يتم ترميم الدمار الذي لحق ببيوت جيرانها أيضاً من جراء القصف.
أخو الشهداء
استُشهد إخوة أبو حسين، محمد ونضال ورواد، ولكل منهم بصمته في إيقاع ضربات موجعة للاحتلال وجنوده، وتطوير التصنيع العسكري في كتائب القسّام.
في عام 2002، خرج محمد فرحات، ذو الـ17 عاماً، من منزله في الشجاعية في اتجاه رفح، ليقتحم مستوطنة "عتصمونا"، عند الحدود الجنوبية لقطاع غزة، حيث قتل وحيداً 9 جنود إسرائيليين، وجرح 20 آخرين.
الشهيد محمد درّبه أخوه الأكبر نضال، وجهّزته أمه لتنفيذ عمليته الفدائية، حتى إنّها ظهرت معه في فيديو وصيته وهي تودّعه وتوصيه بأن "يثخن في جنود الاحتلال".
الشهيد محمد فرحات
بعد عام واحد، لحق نضال بأخيه، وهو أحد أحد القادة الميدانيين في كتائب "القسّام"، والمهندسين الأوائل لصواريخ المقاومة، وصاحب فكرة تصنيع الطائرات المسيّرة.
واغتالت أجهزة المخابرات الإسرائيلية الشهيد نضال في عملية معقّدة، تم خلالها زرع عبوة ناسفة في طائرة صغيرة كان يجهّزها مع مقاومين آخرين في وحدة التصنيع العسكري.
الشهيد نضال فرحات
والشهيد الثالث من عائلة فرحات هو رواد، الذي أبدع أيضاً في التصنيع العسكري، وأجاد صناعة العبوات الناسفة والقنابل اليدوية والمواد الدافعة للصواريخ القسّامية.
وتصدى رواد للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في الشجاعية والزيتون بمدينة غزة، حتى اغتاله الاحتلال أيضاً عام 2005 بقصف استهدف سيارته، شرقي مدينة غزة.
الشهيد رواد فرحات ووالدته أم نضال
واليوم في "طوفان الأقصى" دخل المقاومون كما محمد إلى المستوطنات وقتلوا الجنود، وصواريخ "القسّام" ومسيّراتها التي ساهم فيها نضال تدكّ "تل أبيب" الأراضي المحتلة، والعبوات الناسفة التي أجاد رواد صنعها تحرق جنود "إسرائيل" ودباباتها.