الثبات ـ فلسطين
تزامناً مع دخول الهدنة في قطاع غزة حيّز التنفيذ، عند الساعة السابعة من اليوم الجمعة، بدأ الفلسطينييون بالعودة إلى بيت حانون، شمالي قطاع غزة، بحسب ما أفاد مراسل الميادين.
وأكد مراسلنا "عدم سماع أصوات القصف في غزة، منذ السابعة صباحاً".
وعلى الرغم من الحديث عن أنّ النازحين إلى جنوبي القطاع "لن يتمكنوا من العودة إلى الوسط والشمال"، بعد أن هدّدت قوات الاحتلال، التي اجتاحت بآلياتها العسكرية تلك المناطق، باستهدافها، أصرّ الفلسطينيون على العودة إلى بيوتهم.
وبينما يمنع جنود الاحتلال المتمركزون في المدينة السكانَ من التقدم مهددين بإطلاق النار على من يتقدّم في اتجاههم، وفق ما نقل مراسلنا، يخاطر البعض بحياتهم، من أجل تفقّد أملاكهم.
وتعليقاً على الحدث قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ "الخشية تتحقق.. الآلاف من سكان غزة يتحركون للعودة الى منازلهم شمال القطاع".
وقبيل بدء سريان الهدنة، شنّ الاحتلال في الساعات الأخيرة، غارات مكثّفة على مختلف جهات القطاع، بينها الشمال.
وطيلة العدوان، على الرغم من محاولات التوغل البري المكثّفة إلى القطاع، واستمرار الضربات الجوية والمدفعية، وتزايد عدد الشهداء، بالإضافة إلى النقص الحاد في الموارد، بقي الفلسطينيون بأعداد كبيرة في مناطق الشمال.
والأسبوع الماضي، قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، إنّ نحو 807 آلاف فلسطيني ما زالوا مقيمين في محافظتي غزة وشمالي غزة.
وأوضح أنّ هذا العدد يعني أن نحو ثلثي السكان ما زالوا يقيمون في مناطق شمالي القطاع، في حين نزح نحو ثلثهم، أي ما يقارب 400 ألف نسمة، إلى محافظات وسط قطاع غزة وجنوبيه.
وقبل ذلك، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ مئات الآلاف من الفلسطينيين ما زالوا في شمالي قطاع غزة.
وفي مقابلات أجرتها الصحيفة مع فلسطينيين اختاروا البقاء شمالي القطاع، قالوا إنّ مناطق الجنوب، التي يزعم الاحتلال أنّها "آمنة"، تُرتكب المجازر فيها أيضاً، وهي ليست "أكثر أماناً"، فضلاً عن أنّ إهانات النزوح القسري بالنسبة لهم لا تُحتمل.
وتستمر الهدنة لمدة 4 أيام قابلة للتمديد، يتخللها الإفراج عن عدد من المعتقلات، والمعتقلين الأطفال من سجون الاحتلال الإسرائيلي، وإدخال مساعدات إغاثية وكميات من الوقود.
وأوضحت كتائب الشهيد عز الدين القسام أنّ التهدئة ستشمل توقف الطيران المعادي عن التحليق بصورة كاملة في جنوبي قطاع غزة، كما سيتوقف عن التحليق مدة 6 ساعات يومياً، من الـ10 صباحاً حتى الــ4 مساءً، في مدينة غزة وشمالي القطاع.
وخلال الهدنة يلتزم الاحتلال "بعدم اعتقال أحد أو التعرض له في كل مناطق القطاع، وضمان حرية حركة الناس على طول شارع صلاح الدين"، بحسب ما أعلنت حركة حماس.
إلا أنّ الاحتلال، الذي ما زال "جيشه" موجوداً في المدينة ولم ينسحب إلى أطرافها، يعتقل شباناً ويهددهم بإطلاق النار عليهم. كما أنّه يطلق النار فعلاً على أولئك الذين يحاولون تجاوز "كراج بيت حانون"، بحسب ما قال سكان لمراسل الميادين.