الثبات ـ دولي
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أنّ الاحتلال الإسرائيلي تجاوز كل الخطوط الحمر في عدوانه على غزة، مجدداً موقف بلاده بشأن ضرورة وقف العدوان وفتح معبر رفح، بهدف إيصال المساعدات الإنسانية.
وشدّد كنعاني على أنّ طهران سترسل المساعدات الشعبية الإيرانية إلى مصر في أقرب وقت ممكن، مشيراً إلى تأكيد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، لنظيره المصري، سامح شكري، ضرورة فتح المعبر.
وكان أمير عبد اللهيان أعرب عن تقدير بلاده "مساعي مصر لوقف الحرب، وإرسال مساعدات إنسانية إلى غزة وعقد قمة بشأن الوضع في غزة".
وأضاف أنّ "الهدف الأسمى للاحتلال هو الهجرة القسرية لسكان غزة والضفة الغربية إلى منطقة سيناء في مصر وأجزاء من الأردن"، معتبراً أنّه يحاول "إنشاء دولة فلسطينية خارج الأرض التاريخية للفلسطينيين"، مؤكداً أنّ "المقاومة ظلّت العائق الرئيسي أمام تحقيق أحلام الصهاينة".
استهداف القواعد الأميركية رد فعل الشعوب
وعلّق كنعاني على الاستهدافات الأخيرة التي طالت القواعد الأميركية في المنطقة، مؤكداً أنّها "ردة فعل الشعوب، وتأتي تعقيباً على دعم الولايات المتحدة الأميركية للعدوان الإسرائيلي، وزعزعة الأمن الإقليمي".
ولفت إلى أنّ هذه الاستهدافات تطلقها المجموعات المحلية التي تعارض الوجود الأميركي في المنطقة، وهي نتيجة لسياسات واشنطن الخاطئة في المنطقة، معرباً عن أمله في أن "يصلح" الأميركيون هذه السياسات.
يُذكر أنّ المقاومة الإسلامية في العراق استهدفت القوات الأميركية في كل من سوريا والعراق، التحاماً مع المقاومة الفلسطينية في معركة "طوفان الأقصى"، إذ أعلن المتحدث باسم كتائب حزب الله العراق، جعفر الحسيني، أنّ المقاومة العراقية دخلت المعركة، موجهةً ضرباتها إلى القواعد الأميركية.
وفي وقت سابق، أعلنت كتائب حزب الله العراق جاهزيتها لخوض حرب استنزاف ضد العدو تمتد إلى سنوات، مشيرةً إلى أنّ "التصعيد ضد العدو سيكون تدريجياً، وسيأخذ مساحة أوسع وضربات أقوى".
من جهتها، أكدت ألوية الوعد الحق – أبناء الجزيرة العربية، وهي فصيل عراقي، أنّ "للصبر حدوداً أمام ما نشهده اليوم بحق الشعب الفلسطيني"، معلنةً أنّها تَعُدُّ القواعد الأميركية في كل من الكويت والإمارات "أهدافاً مشروعةً" لها.
وفي ردّه على الرئيس الأميركي، جو بايدن، والاتهامات الأميركية التي تدّعي وقوف إيران وراء معركة "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، قال كنعاني كلمةً واحدة: "كفى".
وسبق أن أكّد قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، أنّ الشبان الفلسطينيين هم من صنع ملحمة "طوفان الأقصى"، مُشيراً إلى أنّها خطوةٌ كبيرة لإنقاذ فلسطين.
كما أبدى عدّة مسؤولين إيرانيين ثقتهم بالمقاومة الفلسطينية في معركتها الكبيرة ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، وبقدرتها على الصمود وإلحاق الهزيمة بالاحتلال.
مجلس الأمن يجب ألا يكون رهينةً لمصالح واشنطن
كذلك، أضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أنّ مجلس الأمن الدولي يجب "ألا يكون رهينةً لمصالح واشنطن السياسية غير المشروعة".
كما شدّد على ضرورة أن يلتزم المجلس مقرراته بشأن "السلام والأمن في العالم".
وسابقاً، أكد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أنّه "لم يعد هناك أمل في أن يؤدي مجلس الأمن الدولي دوراً في الحفاظ على السلم الدولي".
وانتقد رئيسي أداء مجلس الأمن الدولي، مشيراً إلى إرسال الولايات المتحدة الأميركية العتاد والسلاح إلى الاحتلال الإسرائيلي، لتكون "شريكةً في جرائمه بحق المدنيين العزّل في قطاع غزة"، ومنعها صدور قرار يندّد بهذه المجازر لدى مجلس الأمن.
يُذكر أنّ الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت، الجمعة الماضي، مشروع قرار عربياً، يدعو إلى هدنة إنسانية فورية، من أجل وقف الأعمال العدائية في قطاع غزة.
وحظي المشروع، الذي قدّمه الأردن، بشأن غزة بأغلبية الثلثين، إذ حصل على 120 صوتاً، في مقابل معارضة 14، فيما امتنعت 45 دولةً عن التصويت.