الثبات ـ فلسطين
ذكرت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها، اليوم الجمعة، أنّ "شعور من الفوضى وفقدان السيطرة يسود إسرائيل مع انتهاء الأعياد".
وأضافت الصحيفة أنّ "وضع الأمن الشخصي للإسرائيليين يتدهور"، فيما "تُبدي الشرطة الإسرائيلية عجزاً كاملاً في المجالات كافة".
وبحسب "هآرتس"، فإنّ ذلك يأتي في الوقت الذي يحرّض فيه "وزير الأمن القومي"، إيتمار بن غفير، ضد المحتجين على التعديلات القضائية ويأمر الشرطة بالعمل ضدهم.
وتابعت الصحيفة لافتةً إلى أنّ "كل مكان في إسرائيل تقريباً أُطلق فيه النار على إسرائيليين سقطوا نتيجة عجز الشرطة".
وأشارت، في السياق، إلى أنّ "جرائم القتل في المجتمع اليهودي تزداد، وفي نفس الوقت وسط الجالية الأريتيرية في نتانيا، وأشدود، وجنوب تل أبيب، إذ إنّ العنف يحصد ثمناً بالأرواح".
وأكّدت الصحيفة أنّ "فقدان السيطرة في الشوارع ليس صدفة"، بل هو "بسبب حكومة منهمكة ورئيسها بجنون التعديلات القضائية، وبتحويل متسيّب لميزانيات ضخمة إلى الحريديم".
وخلُصت "هآرتس" بالقول إنّ هذه الحكومة "يجب أن تزول قبل أن تصبح الأضرار الهائلة المتراكمة غير قابلة للعودة إلى الوراء".
صدام التعديلات القضائية
وكان بن غفير دعا إلى "إراقة الدماء في الشوارع وتشجيع الشرطة على العنف"، في ظل تواصل الاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو وخطتها للتعديلات القضائية منذ نحو 40 أسبوعاً.
ولا تزال خطة التعديل القضائي، المقترحة من حكومة بنيامين نتنياهو، تثير انقساماً حاداً في "إسرائيل"، مسبّبةً واحدة من أكبر حركات الاحتجاج، التي شهدها الكيان.
وتخطط حكومة نتنياهو من أجل الحدّ من صلاحيات المحكمة العليا، بذريعة أنّ التغييرات ضرورية لضمان توازن أفضل للسلطات، بينما يتهم المعارضون رئيس الوزراء، الملاحَق قضائياً بموجب تهم فساد، بالسعي لإقرار التعديلات من أجل إلغاء أحكام محتمَلة ضده.
واندلعت أيضاً، أواخر شهر أيلول/سبتمبر الماضي، اشبتاكات وسط "تل أبيب"، عشية عطلة "يوم الغفران"، إذ قال منظمو صلاة من اليهود المتدينين إنهم "تعرضوا لهجوم نفذه متظاهرون علمانيون".
المعركة الداخلية الإريترية
بالتزامن، تستمر المعركة الداخلية الإريترية، والتي امتدت إلى شوارع "تل أبيب"، بداية شهر أيلول/سبتمبر الماضي، ووقع 10 جرحى في اشتباكات حدثت، الأسبوع الماضي، بين معارضي النظام في إريتريا ومؤيديه في "تل أبيب".
وفي وقت سابق، أرسل ممثلو الجالية الإريترية رسالة إلى كل من بن غفير، وإلى الشرطة، وحذّروا من أنّ "التهديدات تتزايد، منذ الاشتباكات، يوماً بعد يوم".
وبحسب ممثلي الجالية الإريترية، فإنّ "عمليات الترهيب والعنف الجسدي، من جانب أنصار النظام الإريتري، تتم بصورة منظمة وعلى نحو ممنهج عندما يعود الناس من العمل أو في طريقهم إلى العمل بوحشية، وهذا يدل على أنّ هناك من يقف وراء هؤلاء المجرمين، وأنّ التنفيذ والعقوبة المخفَّفة يدفعان المجرمين إلى التصرف بطريقة وحشية ومستمرة".