الثبات ـ دولي
يجتمع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف، اليوم الاثنين، في الوقت الذي بدأ المئات من عرقية الأرمن نزوحاً جماعيّاً من إقليم ناغورنو كاراباخ إلى أرمينيا، بعد أن هزمت أذربيجان مقاتلي الإقليم الانفصاليين الأسبوع الماضي.
وقال مكتب الرئيس التركي إنّ إردوغان سيقوم بزيارة تستغرق يوماً واحداً إلى منطقة ناختشيفان، التي تتمتّع بالحكم الذاتي في أذربيجان، وذلك لبحث الوضع في ناغورنو كاراباخ مع علييف.
ومن المقرّر أن يشارك الرئيسان في مراسم وضع الحجر الأساس في خط جديد لنقل الغاز، وأيضاً تدشين مجمع عسكري أذربيجاني في ناختشيفان الواقعة بين أرمينيا وإيران وتركيا، والتي أُلحقت بأذربيجان في العام 1923 من دون أن تكون متصلةً جغرافياً بباكو.
يأتي ذلك بعدما اضطرّ الأرمن في ناغورنو كراباخ، وهي منطقة معترف بها دوليّاً كجزء من أذربيجان لكنها كانت خارج سيطرة باكو في السابق، إلى إعلان وقف إطلاق النار في 20 أيلول/سبتمبر، وذلك بعد عملية عسكرية خاطفة قام بها جيش أذربيجان على هذه الإقليم ذي الأغلبية الأرمنية.
وعلى الرغم من أجواء الأزمة، سيعقد اجتماع مقرر منذ فترة طويلة، بين علييف ونظيره الأرميني نيكول باشينيان، في إسبانيا في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر المقبل، على ما أعلنت السلطات الأرمينية.
وسيحضر الاجتماع كذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.
نزوح المئات من ناغورنو كاراباخ
في غضون ذلك، دخل مئات اللاجئين الهاربين من إقليم ناغورنو كاراباخ إلى أرمينيا من مركز الاستقبال الذي أُقيم في مورنيدزور.
وقالت الحكومة الأرمينية إنّ 377 شخصاً انتقلوا إلى الجانب الأرميني حتى مساء الأحد. وأفاد التعداد الأخير لوزارة الدفاع الروسية أن قوة حفظ السلام الروسية واكبت 311 مدنياً بينهم 102 طفل.
وأعلنت سلطات ناغورنو كاراباخ، أمس الأحد، أنّ المدنيين الذين شرّدتهم أعمال العنف الأخيرة سيُنقلون إلى أرمينيا بمساعدة جنود حفظ سلام روس ينتشرون في المكان منذ الحرب السابقة بين الطرفين في العام 2020.
ووعدت أذربيجان بمعاملة الأرمن الباقين في هذه المنطقة الانفصالية على أنهم "مواطنون متساوون".
وفي وقتٍ سابق، أعلنت إدارة الرئيس الأذربيجاني، أنّ المفاوضات التي جرت بين وفدي أذربيجان وممثلي السكان الأرمن في الإقليم، في مدينة يفلاخ الأذربيجانية، كانت "بنّاءةً، وتمّت في جوٍ إيجابي".
مِن جهته، أكّد ممثل السكان الأرمن في ناغورنو كاراباخ، دافيد بابايان، أنّه "لم يتمّ التوصل إلى اتفاقٍ نهائي مع باكو" مشيراً إلى وجود "تفاصيل يجب الاتفاق عليها".
وكانت باكو أعلنت تعليق عمليتها العسكرية في ناغورنو كاراباخ بعد التوصّل إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار مع سلطات الإقليم، بوساطة روسية، وبعد أن سيطرت على أكثر من 90 موقعاً قتالياً.
وأكّد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأربعاء الماضي، أنّ قوات حفظ السلام الروسية في الإقليم "تعمل بنشاطٍ كبير مع جميع أطراف الصراع"، و"تبذل قصارى الجهد لحماية السكان المدنيين".
ودخلت السبت قافلة أولى من مساعدات اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى الإقليم، فيما طالبت أرمينيا من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة بإرسال بعثة أممية "فوراً"، مجددة اتهاماتها بحصول "تطهير عرقي".