الثبات ـ فلسطين
يحذّر باحث إسرائيلي من تبعات السجالات الداخلية على الحصانة الذاتية للإسرائيليين، ومن عدم جاهزية “الجبهة الداخلية” لحرب مستقبلية أوسع من الجولة المحدودة الأخيرة مقابل “الجهاد الإسلامي” في قطاع غزة.
يقول الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي، التابع لجامعة تل أبيب، مئير إلران إنه يجب فحص سلوك “الجبهة المدنية” في إسرائيل خلال حملة “درع وسهم” عبر ثلاثة أبعاد مرتبطة ببعضها البعض: تصرُّف الجبهة الداخلية في ظل هجمات “الجهاد الإسلامي”، وإسقاطات ذلك على مواجهات مستقبلية، حصانة المجتمع الإسرائيلي في إطار العلاقة المباشرة بالجولة القتالية، والحصانة الإسرائيلية في السياق الأوسع خلال الأزمة السياسية/ الاجتماعية التي اندلعت بقوة بسبب مبادرة الحكومة إلى القيام بـ “إصلاحات قضائية”.
برأي الباحث الإسرائيلي، أولاً، يجب الاستنتاج والقول إن منظومات الجبهة المدنية في إسرائيل تصرفت خلال الجولة القتالية بشكل معقول: التطور التدريجي للقتال خلقَ توقعات لدى الإسرائيليين بأنه ستكون هناك جولة إضافية، وخلق لديهم وعيَ طوارئ أمني. لكن في المقابل يقول إن قدرة الجبهة المدنية على التعامل مع العدو كانت نابعة بالأساس من الفجوة الكبيرة جداً بين قدرات الهجوم والدفاع لدى إسرائيل، مقارنةً بالضعف الإستراتيجي والتكتيكي لدى “الجهاد الإسلامي”، بالتأكيد مقارنةً بـ “حزب الله” و”حماس” أيضاً. ويقول أيضاً إن هذه الفجوة يمكن أن تتقلص كثيراً في مواجهة مستقبلية واسعة، يمكن أن تكون متعددة الجبهات، ولذلك، يمكن أن تفرض تحديات أكبر بكثير على قدرة وفاعلية هذه المنظومات التي بُنيت في إسرائيل خلال الأعوام الماضية، كي تعمل بصورة صحيحة في مواجهة أمنية. لافتاً إلى أن هذه الفاعلية انعكست أيضاً، بوضوح، في السياق العسكري- الهجومي- بتوجيه ضربة قاسية إلى “الجهاد الإسلامي”، وتقليص احتمال التهديد من طرفه؛ وأيضاً في السياق العسكري- الدفاعي (على الرغم من وجود خلل تقني في منظومة الدفاع “القبة الحديدية”، وخلاله قُتلت مواطنة في رحوفوت).
الإنذار المبكّر
وفي هذا الإطار، يزعم إلران أن منظومات الجبهة الداخلية الإسرائيلية عملت جيداً، وتضمّنت أيضاً منظومة الإنذار وإطلاق صفارات إنذار متطورة ومتقدمة، بالإضافة إلى خطوات إرشادية وتوجيهات للجمهور، إلى جانب الرد الأولي المدني. ويرى أن الخلاصة من هذا كله أن الرد الإسرائيلي في مواجهة تهديد صاروخي محدود معقول، على المستوى العملياتي، حتى لو لم يكن صارماً بشكل تام. ويضيف: “هذا الإنجاز مهم ومبارك. وينعكس في العدد القليل للمصابين في الجانب الإسرائيلي (قتيلان و32 مصاباً، و45 إصابة بالهلع). ورغم ذلك، فإن الإنجاز على الصعيد العسكري لا يشير إلى جديد بالنسبة إلى موازين القوى ما بين إسرائيل وقطاع غزة، أو عما يمكن أن يحدث في مواجهة محتملة مستقبلاً، في حال كانت أوسع، أو متعددة الجبهات، وتشارك فيها “التنظيمات الإرهابية” الأُخرى، وضمنها “حزب الله” اللبناني وحركة “حماس” الفلسطينية. محذراً من أن مواجهة واسعة كهذه ستترافق مع تهديد أوسع بكثير مما شهدناه مؤخراً في الجبهة الإسرائيلية، ويبدي تشككا كبيراً في أن يكون الأداء الإسرائيلي على الصعيد الدفاعي شبيهاً بما شهدناه في الجولة القتالية الأخيرة مع “الجهاد الإسلامي”.
فقدان الملاجئ
ويعتبر الباحث الإسرائيلي أن “الدليل الأبرز على هذه الفجوة يكمن في مجال الملاجئ في إسرائيل عموماً، وفي الجبهة الشمالية خصوصاً: الوضع في هذا المجال غير كاف، تنفيذ الخطة المتعددة الأعوام لتعزيز الملاجئ في الجنوب تأجّل عدة مرات منذ أعلنتها الحكومة في سنة 2018، وفقط مؤخراً بدأ التنفيذ، بالتدريج، في أماكن قليلة في بلدات قريبة من الشريط الحدودي مع لبنان”.