الثبات ـ عربي
زار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مدينة جدة في السعودية اليوم الاثنين، والتقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء.
وقال المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن السيسي وبن سلمان أشادا بالعلاقات التاريخية الوثيقة والمتميزة التي تربط بين البلدين الشقيقين على جميع المستويات.
وأضاف: السيسي وبن سلمان أكدا على أهمية الزيارة في مواصلة تطوير العلاقات الأخوية، والحرص المتبادل على تعزيز التعاون المشترك في جميع المجالات بما يعود بالنفع على الشعبين، بالإضافة إلى مواصلة التنسيق والتشاور تجاه التطورات والقضايا الإقليمية والدولية.
وجاءت الزيارة في ظل أزمة اقتصادية طاحنة تشهدها مصر خاصة في توفير الدولار الأمريكي لاستيراد احتياجات البلاد وسداد أقساط الديون.
كما تأتي الزيارة بعد تلاسن إعلامي مصري سعودي، كشف عن أزمة في العلاقات بين البلدين، على خلفية موقف الرياض من منح القاهرة مزيدا من المساعدات الاقتصادية، وتشدد مصر في تسليم جزيرتي تيران وصنافير التي انتقلت السيادة عليهما إلى المملكة بموجب اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.
وكان التلاسن المتبادل بين إعلاميين مقربين من السلطة في مصر والسعودية لبعضهم البعض، دفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، للتأكيد عن أن علاقة بلاده طيبة بالدول الشقيقة، متهما مواقع وصفها بالمغرضة بمحاولة إحداث فتنة بين الدول.
وظهرت الخلافات بين القاهرة والرياض، في أعقاب إعلان صندوق النقد الدولي عن منح مصر قرضا جديدا بقيمة 3 مليارات دولار لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، إضافة إلى توفير حزمة تمويلية بقيمة 14 مليار دولار من دول الخليج على أن تردها مصر من خلال بيع أصول مملوكة للدولة.
ففي أعقاب إعلان صندوق النقد، خرج وزير المالية السعودي محمد الجدعان خلال مؤتمر دافوس الاقتصادي في 18 يناير/ كانون الثاني الماضي، قائلا: “إننا اعتدنا تقديم منح ومساعدات مباشرة من دون شروط، ونحن نغيّر ذلك، نعمل مع مؤسسات متعددة الأطراف لنقول بالفعل إننا بحاجة إلى رؤية إصلاحات، نفرض ضرائب على شعبنا ونتوقع من الآخرين فعل الأمر نفسه، وأن يبذلوا جهداً، نريد المساعدة لكننا نريد منكم الاضطلاع بدوركم”.
في المقابل، شنّ رئيس تحرير صحيفة “الجمهورية” الحكومية المصرية، عبد الرازق توفيق، هجوما على السعودية في مقاله الذي حمل عنوان: “الأشجار المثمرة.. وحجارة اللئام والأنذال”.
وقال توفيق في المقال الذي عادت صحيفة الجمهورية وحذفته: “ثبات وحكمة الموقف المصري والإدارة الرشيدة للتحديات والضغوط، أزعجت البعض ممن نحسبهم أشقاء وأصدقاء بالإضافة إلى العدو التقليدي، لذلك انبرى إعلام هذه الدول في الهجوم والإساءة لمصر”.